Friday, April 30, 2010

more dalil kitab & sunnah & salaf on al Ulul


بسم الله الرحمن الرحيم

وهل يعتقد أهل السنة والجماعة بأن لله - تعالى - مكاناً ما في المواقع؟! سبحان الله، وكأنك ترمي الكلام وتعقدنا بما ولا نعتقد.

فإنا نقول بأن ليس لله مكاناً - بالمعنى إن الله ليس في مكان وجودي محصور -، غير إنا نقر بأن إطلاق لفظ مكان سواء بالنفي أو الإثبات بدعة، لعدم ورود الدليل.

فالأثر الذي تزعم بأنه مروي عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - فاسنده لنا حتى ننظر في سنده.

على العموم، نحن نحتج عليك بما أحتجت الإمام أحمد على الجهمية، فنقول لك: كان الله ولا مكان، فلما خلق المكان: فلا يخل أن يكون دخل فيه، أو أدخل المكان في نفسه، أو علا على المكان.

فإذا قلت: "إنه لما خلق المكان دخل فيه" فقولك باطل فاحش البطلان؛ لأن الله منزه عن النقائض وأن يكون محلاً للقاذورات - تعالى الله عن ذلك -.

وإن قلت: "لما خلق المكان أدخله في نفسه" فقولك هذا باطل أيضاً؛ لأن مرده أنه أدخل المخلوقات في نفسه، كما إن هذا يتنافى مع أصول دينكم في إن الله لا يكون محلاً للحوادث. !!

فبما إن القول الأول باطل والثاني كذلك، فيكون الله منزهاً أن يكون مداخلاً للعالم، فلزم من ذلك أن يكون مبايناً له، فإذاً لزمت المباينة، وجب أن يكون فوق المكان وما في المكان من مخلوقات. يوضحه:

أن جهة الفوق هي أشرف الجهات، وهي صفة كمال لا نقص فيها بوجه من الوجوه، فوجب اختصاصه بذلك، وهذا من لوازم ذاته، فلا يكون مع وجود غيره إلا عليه.

انظر: الرد على الجهمية، ص139.

وأيضاً: فإنه يعلم ببداهة العقول امتناع وجود موجودين لا يكون أحدهما سارياً في الآخر ولا مبايناً له.

انظر: درء التعارض، 6/12.

لذلك قال تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}

قال تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ}

قال تعالى: {اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ}

قال تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}

قال تعالى: {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً}

قال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ}

قال تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}

قال تعالى: {اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}

قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}

قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}

قال تعالى: {وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}

قال تعالى: {ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ}

قال تعالى: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}

قال تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}

قال تعالى: {وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى}

قال تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ}

قال تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ}

قال تعالى: {يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}

قال تعالى: {مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ}

قال تعالى: {إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}

قال تعالى: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً}

قال تعالى: {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ}

قال تعالى: {الم تَنزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ}

قال تعالى: {يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ}

قال تعالى: {تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ}

قال تعالى: {حم تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}

قال تعالى: {حم تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}

قال تعالى: {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}

قال تعالى: {حم تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}

قال تعالى: {لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ}

قال تعالى: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ}

قال تعالى: {أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ}

ثم، إن السلف الصالح قد أجمعوا على إثبات صفة العلو، والدليل:

عن ابن عباس مرفوعاً: "يجيء المقتول بالقاتل يوم القيامة ورأسه بيده وأوداجه تشخب يقول: يا رب قتلني، حتى يدنيه من العرش" قال الألباني: حديث صحيح، أخرجه أحمد وغيره بسندين صحيحين عنه، وقد خرجته في "المشكاة".

وعنه قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول:"يؤتى بالمقتول متعلقا بالقاتل وأوداجه تشخب دما حتى ينتهي به إلى العرش يقول: يا رب سل هذا فيم قتلني؟" قال الألباني: حديث صحيح، أخرجه أحمد وغيره بسندين صحيحين عنه، وقد خرجته في "المشكاة".

حديث عبد الله بن عمرو قال:"جعل الله فوق السماء السابعة الماء، وجعل فوق الماء العرش، والذي نفسي بيده إن الشمس والقمر ليعلمان أنهما سيصيران إلى النار يوم القيامة". هذا حديث موقوف. قال الشيخ الألباني: قلت: ذكره المصنف من رواية روح بن عباد وهو من شيوخ أحمد بسنده عن ابن عباس وهو إسناد صحيح.

عن البراء قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - في جنازة فذكر الحديث بطوله، وقال في الروح: حتى ينتهي بها إلى السماء السابعة فيقول الله تعالى: "أعيدوه". إسناده صالح. قال الألباني: قلت: هو مخرج في "أحكام الجنائز".

عن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -:"إن ربكم حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه يدعوه أن يردهما صفرا ليس فيهما شيء" هذا حديث مشهور رواه عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أيضاً علي بن أبي طالب وابن عمر وأنس وغيرهم. قال الألباني: حديث صحيح، مخرج في "المشكاة" و"صحيح أبي داود" و"الترغيب".

حديث قتادة بن النعمان سمع النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول:"لما فرغ الله من خلقه استوى على عرشه". رواته ثقات، رواه أبو بكر الخلال في كتاب السنة له، وذكر ابن القيم في "الجيوش الإسلامية" أن إسناده صحيح على شرط البخاري.

حديث أخرجه البخاري في كتاب الرد على الجهمية من "صحيحه" في:باب قوله: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} عن ابن عباس قال: بلغ أبا ذر مبعث النبي - فقال لأخيه: إعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم أنه يأتيه الخبر من السماء.

حديث عمران بن حصين أن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال: "اقبلوا البشرى يا بني تميم" قالوا : [قد] بشرتنا فأعطنا. قال:"اقبلوا البشرى يا أهل اليمن" قالوا: قد بشرتنا فاقض لنا على هذا الأمر كيف كان؟ فقال:"كان الله على العرش، وكان قبل كل شيء، وكتب في اللوح كل شيء يكون" هذا حديث صحيح قد خرجه البخاري في مواضع. قال الألباني: "وذكر ابن القيم في "الجيوش الإسلامية"(ص34) أن إسناده صحيح على شرط البخاري".

حديث ابن مسعود قال: "إن العبد ليهم بالأمر من التجارة والإمارة حتى إذا تيسّر له نظر الله إليه من فوق سبع سموات فيقول للملائكة: اصرفوه عنه فإنه إن يسرته له أدخلته النار" قال الالباني:"قلت: وقال ابن القيم في "الجيوش الإسلامية" بإسناد صحيح، وأخرجه الدارمي في "الرد على الجهمية" بنحوه.

عن ابن مسعود قال :"إن الله تعالى يبرز لأهل جنته في كل جمعة في كثيف من كافور أبيض فيحدث لهم من الكرامة ما لم يروا مثله، ويكونون في الدنو منه كمسارعتهم إلى الجمع" أخرجه ابن بطة في الإبانة الكبرى بإسناد جيد.

حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت: وأيم الله إني لأخشى لو كنت أحب قتله لقتلت - يعني عثمان بن عفان - رضي الله عنه - ولكن علم الله فوق عرشه أني لم أحب قتله. قال الألباني:"قلت : أخرجه الدارمي في "الرد على الجهمية" وإسناده صحيح.

ناس من أصحاب النبي- صلى الله عليه وعلى آله وسلم - في قوله: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء} قال :"إن الله تعالى كان عرشه على الماء ولم يخلق شيئا قبل الماء، فلما أراد أن يخلق الخلق أخرج من الماء دخاناً فارتفع، ثم [أيبس] الماء فجعله أرضاً، ثم فتقها فجعلها سبع أرضين، إلى أن قال: فلما فرغ الله عز وجل من خلق ما أحب استوى على العرش". أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" والبيهقي في "الصفات" قال الألباني: قلت: إسناده جيد، وهو عند البيهقي وأخرجه ابن خزيمة أيضاً.

حديث ابن مسعود في قوله: {بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} قال :"أما إنا قد سألنا عن ذلك، فقالوا: أرواحهم في أجواف طير خضر تسرح في الجنة في أيها شاءت، ثم تأوي إلى قناديل معلقة بالعرش، فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم ربك اطلاعة فقال: سلوني ما شئتم" أخرجه مسلم والترمذي والقزوني.

حديث ابن مسعود أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال: "يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم أربعين سنة، شاخصة أبصارهم إلى السماء ينتظرون فصل القضاء، وينزل الله في ظلل من الغمام من العرش إلى الكرسي، ثم ينادي مناد: أيها الناس ألم ترضوا من ربكم الذي خلقكم ورزقكم وأمركم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا أن يولي كل ناس ما كان يتولى ويعبد في الدنيا؟ أليس ذلك عدلا من ربكم؟ قالوا: بلى فينطلقون، فيتمثل لهم أشباه ما كانوا يعبدون، فمنهم من ينطلق إلى الشمس، ومنهم من ينطلق إلى القمر، وإلى الأوثان، ويتمثل لمن كان يعبد عيسى شيطان عيسى، ولمن كان يعبد عزيرا شيطان عزير، ويبقى محمد وأمته، فيتمثل الرب عز وجل لهم فيأتيهم فيقول: ما لكم لا تنطلقون كما انطلق الناس؟ فيقولون: بيننا وبينه علامة فإذا رأيناه عرفناه، فيقول: ماهي؟ فيقولون: يكشف عن ساق، فعند ذلك يكشف عن ساقه فيخرون، ويبقى قوم ظهورهم كصياصي البقر يريدون السجود فلا يستطيعون، ثم يقول: ارفعوا رؤوسكم، فيعطيهم نورهم على قدر أعمالهم، والرب عز وجل أمامهم" إسناد الحديث حسن. قال الألباني: هو كما قال أو أعلى، وقد ذكره مختصراً من طريق جمع من المخرجين منهم عبد الله ابن أحمد، ثم أخرجه بأتم منه هكذا بتمامه بسنده المتصل إلى ابن مسعود، وقد أخرجه بتمامه عبد الله بن أحمد في "السنة" وقال المؤلف في"الأربعين": وهو حديث صحيح.

حديث أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أخذ بيدي فقال: "يا أبا هريرة، إن الله خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش يوم السابع، وخلق التربة يوم السبت، والجبال يوم الأحد، والشجر يوم الإثنين، والشر يوم الثلاثاء، والنور يوم الأربعاء، والدواب يوم الخميس، وآدم يوم الجمعة في آخر ساعة من النهار بعد العصر، خلقه من أديم الأرض بأحمرها وأسودها وطيبها وخبيثها، من أجل ذلك جعل الله من آدم الطيب والخبيث" أخرجه النسائي في تفسير "السجدة" والأخضر بن عجلان وثقه ابن معين وقال أبو حاتم : يكتب حديثه، ولينه الأزدي، وحديثه في السنن الأربعة. قال الألباني: قلت: تليين الأزدي إياه، لا تأثير له، لأن الأزدي نفسه متكلم فيه كما هو معلوم، لا سيما وقد وثقه ابن معين كما ترى وكذا الإمام البخاري والنسائي وابن حبان وابن شاهين كما في "التهذيب"، فهو متفق على توثيقه لولا قول أبي حاتم: يكتب حديثه. لكن هذا القول اعتبرناه صريحاً في التجريح فمثله لا يقبل لأنه جرح غير مفسر، لا سيما وقد خالف قول الأئمة الذين وثقوه، على أنه من الممكن التوفيق بينه وبين التوثيق بحمله على أنه وسط عند أبي حاتم، فمثله حسن الحديث قطعا على أقل الدرجات، وكأنه أشار إلى ذلك الحافظ بقوله فيه في "التقريب": "صدوق". وبقية رجال الاسناد ثقات كلهم، فالحديث جيد الإسناد على أنه لم يتفرد بذكر خلق التربة يوم السبت، وغيرها في بقية الأيام السبعة، فقد أخرج مسلم وغيره من طريق أخرى عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعا، وقد خرجته في "الصحيحة"، وقد توهم بعضهم أنه مخالف للآية المذكورة على "المشكاة"، وخلاصة ذلك أن الأيام السبعة في الحديث هي غير الأيام الستة في القرآن وأن الحديث يتحدث عن شيء من التفصيل الذي أجراه الله على الأرض، فهو يزيد على القرآن، ولا يخالفه، وكان هذا الجمع قبل أن أقف على حديث الأخضر، فإذا هو صريح فيما كنت ذهبت إليه من الجمع، فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال : ينزل ربنا عز وجل كل ليلة إذا مضى ثلث الليل الأول فيقول: أنا الملك من ذا الذي يسألني فأعطيه؟ من ذا الذي يدعوني فأستجيب له؟ من ذا الذي يستغفرني فأغفر له؟ فلا يزال كذلك" رواه أحمد وإسناده قوي وقد ألفت أحاديث النزول في جزء، وذلك متواتر أقطع به. قال الألباني: وفي رواية: حين يبقى ثلث الليل الآخر. وهو الأصح كما قال الترمذي. "الإرواء" (450).

عن ابن عباس: ينادي منادٍ بين يدي الساعة: أتتكم الساعة - فيسمعه الأحياء والأموات - ثم ينزل الله إلى السماء الدنيا" الحديث رواه ابن المبارك، ورواته ثقات. قال الألباني: قلت: أورده المصنف من رواية ابن المبارك عن سليمان التميمي عن أبي نضرة عنه، وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم.

حديث زيد بن أسلم قال: مر ابن عمر براع فقال: هل من جزرة؟ فقال: ليس ها هنا ربها، قال ابن عمر: تقول له: أكلها الذئب. قال: فرفع رأسه إلى السماء وقال: فأين الله؟ فقال ابن عمر: أنا والله أحق أن أقول: أين الله؟ واشترى الراعي والغنم، فأعتقه، وأعطاه. أورده الذهبي في العلو من رواية أبي مصعب الزهري: حدثنا عبد الله بن الحارث الجمحي: حدثني زيد بن أسلم…

عن مسروق أنه كان إذا حدث عن عائشة قال: "حدثتني الصديقة بنت الصديق، حبيبة حبيب الله، المبرأة من فوق سبع سموات" إسناده صحيح. قال الألباني: قلت: وكذا صححه ابن القيم في "الجيوش الإسلامية"، ولم يعزه أيضا لمصدر، وفيه رجل لم يسم ولكنه وصف بالثقة. والله أعلم.

حديث عبيد بن عمير قال:"ينزل الرب عز وجل شطر الليل إلى السماء الدنيا فيقول: من يسألني فأعطه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ حتى إذا كان الفجر صعد الرب عز وجل" أخرجه عبد الله ابن الإمام أحمد في كتاب "الرد على الجهمية" تصنيفه.

حديث شريح بن عبيد أنه كان يقول:"ارتفع إليك ثغاء التسبيح، وصعد إليك وقارالتقديس، سبحانك ذا الجبروت، بيدك الملك والملكوت، والمفاتيح والمقادير" إسناده صحيح. أخرجه أبو الشيخ في "العظمة" وقال ابن القيم: بإسناد صحيح.

حديث عائشة أن ابن عباس دخل عليها وهي تموت فقال لها: "كنت أحب نساء رسول الله ولم يكن يحب إلا طيباً، وأنزل الله براءتك من فوق سبع سموات" أخرجه عثمان الدارمي في "الرد على بشر بن غياث المريسي" قال الالباني: وأخرجه في "الرد على الجهمية" أيضاً، وسنده صحيح على شرط مسلم.

حديث قتادة قال: "قالت بنو إسرائيل: يا رب أنت في السماء، و نحن في الأرض، فكيف لنا أن نعرف رضاك عن غضبك؟ قال: إذا رضيت عنكم استعملت عليكم خياركم، وإذا غضبت استعملت عليكم شراركم" هذا ثابت عن قتادة أحد الحفاظ الكبار. قال الألباني : أخرجه الدارمي في الكتابين المشار إليهما آنفاً، وسنده حسن.

حديث مجاهد:"وقربناه نجيا" قال:"بين السماء السابعة وبين العرش سبعون ألف حجاب، فما زال يقرب موسى حتى بينه وبينه حجاب، فلما رأى مكانه وسمع صريف القلم قال:"رب أرني أنظر إليك" هذا ثابت عن مجاهد إمام التفسير. أخرجه البيهقي في كتاب "الأسماء والصفات" قال الألباني وأخرجه أبو الشيخ أيضاً في "العظمة" وإسناده صحيح، رجاله ثقات كلهم، وأعله الكوثري الجهمي في تعليقه على "الأسماء" بالغمز من سن روح بن عبادة! وهو ثقة محتج به في "الصحيحين"، وشبل بن عباد وهو ثقة من رجال البخاري، وهو حين غمز منه لم يزد على قوله:"قدري"! فهل هذا جرح؟!

عن سفيان قال: كنت عند ربيعة بن أبي عبد الرحمن فسأله رجل فقال:"الرحمن على العرش استوى" كيف استوى؟ فقال :"الإستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، [والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وفي لفظ آخر صح عن ابن عيينة قال: سئل ربيعة كيف استوى؟ فقال: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، ومن الله الرسالة، وعلى الرسول البلاغ، وعلينا التصديق. قال الألباني: ساقه المصنف بإسناده المتصل إلى سفيان وهو الثوري. وهو صحيح. وأخرجه اللالكائي في "السنة" بإسناد آخر عن ابن عيينة قال: سئل ربيعة... الخ. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "الحموية: "رواه الخلال بإسناد كلهم أئمة ثقات".

عن حماد بن زيد قال: سمعت أيوب السختياني - وذكر المعتزلة - وقال:"إنما مدار القوم على أن يقولوا: ليس في السماء شيء" هذا إسناد كالشمس وضوحاً، وكالأسطوانة ثبوتا عن سيّد أهل البصرة وعالمهم.

حديث مقاتل بن حيان عن الضحاك في قوله تعالى: {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} قال:"هو على عرشه وعلمه معهم، وفي لفظ: هو فوق العرش وعلمه معهم، وفي لفظ: هو فوق العرش وعلمه معهم أين ما كانوا" أخرجه أبو أحمد العسال، وأبو عبد الله بن بطة، وأبو عمر بن عبد البر بأسانيد جيدة ومقاتل ثقة إمام. قال الألباني: قلت: وأخرجه اللالكائي أيضاً، وغيره كما تقدم.

عن صدقة قال: سمعت سليمان التيمي يقول:"لو سئلت أين الله؟ لقلت في السماء" سليمان من أئمة أهل البصرة علماً وعملاً. قال الألباني: قلت: أخرجه اللالكائي وصدقة هذا هو ابن المنتصر أبو شعبة الشعباني، قال أبو زرعة: لا بأس به كما في "الجرح والتعديل"، وسائر رجاله ثقات وعلقه البخاري في "أفعال العباد".

وهناك مزيد، ولو شأنا لزدناك، ولكن خوف الإطالة. فراجع "مختصر العلو" لتتيقن بأنه قد اجمع السلف الصالح من الثلاث القرون الأولى المشهود لهم بالخيرية إثبات صفة العلو.

No comments:

Post a Comment