Wednesday, April 28, 2010

جزء 3 من 3 - الاسْتِوَاء وعُلُوِّ الله


عقيدة السلف الصالح
أهل السنة والجماعة
في صفة الاسْتِوَاء وعُلُوِّ الله على خَلْقِه

(جزء 3 من 3)


باقي الأجزاء::
علو الله على خلقه (جزء 1)
علو الله على خلقه (جزء 2)


بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة
أقوال العلماء الذين أثبتوا صفة الاستواء وعلو الله على خلقه.
ملاحظة: الترتيب بحسب تاريخ الوفاة.

301 – 400 هـ

1. قال الحافظ ابن الأخرم (301 هـ) في وصية له: (ونقول الله على العرش، وعلمه محيط بالدنيا والآخرة.) (1)
2. قال ابن جرير الطبري (310 هـ) في تفسير معنى الاستواء: (والاستواء في كلام العرب منصرف على وجوه؛ منها: ...) وذكر عدة معاني آخرها: (ومنها: العلوُّ والارتفاع، كقول القائل: استوى فلان على سريره. يعني به: عُلوُّه عليه.) قال: (وأولى المعاني بقول الله: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ} [البقرة : 29] : علا عليهن وارتفع، فدبَّرهن بقدرته وخلقهن سبع سماوات.) (2)
- وقال: (وأما قوله:{ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} فإنه يعني: علا عليه.) (3)
- وقال: ({الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} يقول تعالى ذكره: الرحمن على عرشه ارتفع وعلا.) (4)
وقال في تفسير قوله تعالى {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ} [القصص: 38] : ({وَإِنِّي لأظُنُّهُ} فيما يقول من أن له معبودًا يعبده في السماء، وأنه هو الذي يؤيده وينصره، وهو الذي أرسله إلينا {من الكاذبين}) (5)
- وقال: ( {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} يقول: وهو شاهد لكم أيها الناس أينما كنتم يعلمُكم، ويعلم أعمالكم ومُتقلبكم ومثواكم، وهو على عرشه فوق سماواته السبع) (6)
- وقال: (وعنى بقوله: {هوَ رَابِعُهُمْ} بمعنى: أنه مشاهدهم بعلمه وهو على عرشه.) (7)

3. قال ابن خزيمة الشافعي (311 هـ) : (وقالت [عائشة رضي الله عنها]: «سبحان من وسع سمعه الأصوات»، فسمع الله -جل وعلا- كلام المجادلة، وهو فوق سبع سموات مستو على عرشه وقد خفي بعض كلامها على من حضرها وقرب منها.) (8)
- وقال بعد ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: ”وإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس، فإنه وسط الجنة، وأعلا الجنة وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة“ [صحيح البخاري] : (فالخبر يصرح أن عرش ربنا –جل وعلا- فوق جنته، وقد أعلمنا – جل وعلا- أنه مستو على عرشه، فخالقنا عال فوق عرشه الذي هو فوق جنته.) (9)
- وقال: (فتلك الأخبار كلها دالة على أن الخالق الباري فوق سبع سمواته، لا على ما زعمت المعطلة: أن معبودهم هو معهم في منازلهم.) (10)
- وقال: (من لم يُقرّ بأن الله تعالى على عرشه قد استوى فوق سبع سمواته فهو كافر بربه، يُستتاب فإن تاب وإلا ضُربت عنقه) (11)

4. قال أبو بكر محمد الصبغي الشافعي (342 هـ) : (تضع العرب «في» بموضع «على» قال الله عز وجل: {فسيحوا في الأرض}، وقال {لأصلبنكم في جذوع النخل} ومعناه: على الأرض وعلى النخل، فكذلك قوله: {في السماء} أي على العرش فوق السماء، كما صحت الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم) (12)
5. قال ابن القرطي المالكي (355 هـ) في مقدمة كتابه في تسمية الرواة عن مالك: (الحمد لله الحميد، ذي الرشد والتسديد، والحمد لله أحق ما بدي، وأولى من شكر الواحد الصمد، جل عن المثل فلا شبه ولا عدل، عال على عرشه، فهو دان بعلمه) (13)
6. قال أبو القاسم الطبراني (360 هـ) صاحب المعجم الكبير والأوسط والصغير في كتاب "السنة" له: (باب ما جاء في استواء الله تعالى على عرشه، وأنه بائن من خلقه) ثم روى حديث أبي رزين: "قلت: يا رسول الله أين كان ربنا؟"، وحديث الأوعال وأن العرش على ظهورهن والله فوق العرش، وغير ذلك. (14)
7. قال أبو بكر الآجري (360 هـ) : (والذي يذهب إليه أهل العلم أن الله عز وجل سبحانه على عرشه فوق سماواته، وعلمُهُ محيط بكل شيء)
وقال: (وفي كتاب الله عز وجل آيات تدل على أن الله تبارك وتعالى في السماء على عرشه، وعلمه محيط بجميع خلقه.)
وقال: (باب ذكر السنن التي دلت العقلاء على أن الله عز وجل على عرشه، فوق سبع سماواته، وعلمه محيط بكل شيء، ولا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.) (15)
8. قال محمد الكرجي القصاب (360 هـ) : (هو في السماء على العرش بلا مِرية ولا شك، وعلمه بكل مكان لا يخلو من علمه مكان.) [نكت القرآن للقصاب (ج3 ص694)]
وقال: (قوله: {يخافون ربهم من فوقهم} دليل على أن الله -جل جلاله- بذاته في السماء [أي فوق السماء] على العرش، وليس في الأرض إلا علمه المحيط بكل شيء. وهذا والله من المصائب العظيمة أن يضطرنا جهل المعتزلة والجهمية، وسخافة عقولهم إلى تثبيت هذا عليهم، وهو شيء لا يخفى على نوبية سوداء.) وذكر حديث الجارية. [نكتب القرآن (ج2 ص68-69)]
9. قال أبو الشيخ الأصبهاني (369 هـ) : (ذكر عرش الرب تبارك وتعالى وكرسيه وعظم خلقهما، وعلو الرب تبارك وتعالى فوق عرشه) (16) ثم ساق جملة من الأحاديث في ذلك.
10. قال أبو الحسين محمد الملطي الشافعي (377 هـ) في كتابه "التنبيه والرد": (أما تفسير قوله {إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشى الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين} فيها تقديم يقول كان استواؤه على العرش قبل خلق السموات والأرض والله تعالى فوق العرش فهذا تفسيرهما.) (17)
11. قال ابن أبي زيد القيرواني المالكي (386 هـ) في كتابه "الجامع": (فمما أجمعت عليه الأمة من أمور الديانة، ومن السنن التي خِلافُها بدعةٌ وضلالة: أن الله تبارك اسمه ...) وذكر أمورا منها: (وأنه فوق سماواته على عرشه دون أرضه، وأنه في كل مكان بعلمه) وذكر باقي الاعتقاد ثم قال في آخره: (وكل ما قدَّمنا ذِكْرَه فهو قول أهل السنة وأيمة الناس في الفقهِ والحديث على ما بيناه، وكله قول مالك ، فمنه منصوص من قوله، ومنه معلوم من مذهبه.) (18)
- وقال في مقدمة رسالته المشهورة: (وإنه فوق عرشه المجيد بذاته وهو بكل مكان بعلمه)
- العلماء الذين شهدوا بأن هذه هي عقيدة الإمام ابن أبي زيد:
= قال محمد بن الحسن المرادي القيرواني المالكي (489 هـ) صاحب رسالة "الإيماء إلى مسألة الاستواء": (والسادس: قول الطبري (19) وابن أبي زيد والقاضي عبد الوهاب وجماعة من شيوخ الحديث والفقه وهو ظاهر بعض كتب القاضي أبي بكر رضي الله عنه وأبي الحسن، وحكاه عنه أعني عن القاضي أبي بكر القاضي عبد الوهاب نصا وهو أنه سبحانه مستوٍ على العرش بذاته – وأطلقوا في بعض الأماكن فوق عرشه)، ثم قال القرطبي – بعد نقله لكلام المرادي- : (وهو قول ابن عبد البر والطلمنكي وغيرهما من الأندلسيين، والخطابي (20) في كتاب شعار الدين) (21)
= وقال أبو بكر ابن العربي المالكي: (ثم جاءت طائفة ركبت عليه فقالت: «إنه فوق العرش بذاته» وعليها شيخ المغرب أبو محمد عبد الله بن أبي زيد) (22)
= وقال ابن جزي المالكي في تفسيره: ({ثم استوى على العرش} حيث وقع حمله قوم على ظاهره منهم ابن أبي زيد وغيره) (23)
- وممن شهد على ذلك أيضا: تلميذه أبو بكر محمد بن موهب، وسيأتي ذكر كلامه إن شاء الله.

12. قال محمد بن إسحاق ابن منده (395 هـ) : (ذكر الآي المتلوة والأخبار المأثورة في أن الله عز وجل على العرش فوق خلقه بائنا عنهم وبدء خلق العرش والماء، قال الله عز وجل: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه : 5] وقال: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَن}ُ [الفرقان : 59] وقال: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [يونس : 3])
وقال في موضع آخر: (بيان آخر يدل على أن العرش فوق السموات وأن الله تعالى فوق الخلق بائنا عنهم) (24)
13. قال ابن أبي زَمَنِين المالكي (399 هـ) بعد ذكره لحديث النزول: (وهذا الحديث بَيَّن أن الله عز وجل على عرشه في السماء دون والأرض، وهو أيضا بين في كتاب الله ، وفي غير ما حديث عن رسول الله.) (25)


401- 500 هـ

14. أبو بكر محمد بن موهب المالكي (406 هـ) تلميذ ابن أبي زيد، قال في شرحه لرسالة الإمام محمد بن أبي زيد القيرواني: (أما قوله «إنه فوق عرشه المجيد بذاته»، فمعنى «فوق» و«على» عند جميع العرب واحد وبالكتاب والسنة تصديق ذلك وهو قوله تعالى: {ثم استوى على العرش} وقال: {الرحمن على العرش استوى}، وقال: {يخافون ربهم من فوقهم}) وساق حديث الجارية والمعراج إلى سدرة المنتهى إلى أن قال: (وقد تأتي لفظة «في» في لغة العرب بمعنى فوق كقوله: {فامشوا في مناكبها} و{في جذوع النخل} و {أأمنتم من في السماء}، قال أهل التأويل(26) : يريد فوقها، وهو قول مالك مما فهمه عمن أدرك من التابعين مما فهموه عن الصحابة مما فهموه عن النبي أن الله في السماء يعني فوقها وعليها، فلذلك قال الشيخ أبو محمد (27) : "إنه فوق عرشه" ثم بيَّن أن علوه فوق عرشه إنما هو بذاته لأنه تعالى بائن عن جميع خلقه بلا كيف وهو في كل مكان بعلمه لا بذاته)
ثم سرد كلاما طويلا إلى أن قال: (فلما أيقن المنصفون إفراد ذكره بالاستواء على عرشه بعد خلق سماواته وأرضه وتخصيصه بصفة الاستواء علموا أن الاستواء هنا غير الاستيلاء ونحوه، فأقروا بوصفه بالاستواء على عرشه وأنه على الحقيقة لا على المجاز لأنه الصادق في قيله ووقفوا عن تكييف ذلك وتمثيله إذ ليس كمثله شيء.)

15. قال أبو زكريا يحيى بن عمار الحنبلي (422 هـ) في رسالته: (لا نقول كما قالت الجهمية: "إنه تعالى مداخل للأمكنة وممازج بكل شيء ولا نعلم أين هو؟ "، بل نقول: هو بذاته على العرش وعلمه محيط بكل شيء، وعلمه وسمعه وبصره وقدرته مدركة لكل شيء. وذلك معنى قوله {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحديد : 4] فهذا الذي قلناه هو كما قال الله وقاله رسوله.) (28)
16. قال أو عمرو الداني المالكي (444 هـ) في أرجوزته في السنة:
ومن عقود السنة الايمان * بكل ما جاء به القرآن
وبالحديث المسند المروي * عن الائمة عن النبي
إلى أن قال
كلامه وقوله قديم * وهو فوق عرشه العظيم (29)

17. قال أبو نصر السجزي الحنفي (444 هـ) : (واعتقاد أهل الحق أن الله سبحانه فوق العرش بذاته من غير مماسة.) [30]
18. قال أبو عثمان الصابوني الشافعي (449هـ) في كتابه «عقيدة السلف أصحاب الحديث»: (ويعتقد أصحاب الحديث ويشهدون أن الله سبحانه وتعالى فوق سبع سمواته، على عرشه، كما نطق به كتابه في قوله عز وجل في سورة يونس: ?إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ? [يونس : 3]) [31] وذكر آيات الاستواء على العرش وآيات أخر في علو الله، بعضها ذكرناها في الجزء الأول للمقال.
19. قال ابن عبد البر المالكي (463 هـ) : (وأما قوله في هذا الحديث للجارية: ”أين الله؟“ فعلى ذلك جماعة أهل السنة وهم أهل الحديث ورواته المتفقهون فيه وسائر نقلته كلهم يقول ما قال الله تعالى في كتابه: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه : 5] وأن الله عز وجل في السماء وعلمه في كل مكان وهو ظاهر القرآن في قوله عز وجل: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ} [الملك : 16] وبقوله عز وجل: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر : 10] وقوله: {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} [المعارج : 4] (32) وانظر أقوالاً غيرها لهذا الإمام في الجزء الثاني من المقال.
20. قال أبو الخطاب أحمد المقرئ الحنبلي (476 هـ) في قصيدته في السنة:
وَللجبلِ الرحمنُّ لمَّا بَدَا له *** تَدَكْدَك خوفا كالشَّظَى يتقطّعُ
وَكَلَّمَ مُوسى ربُّه فوق عرشه *** على الطُّور تكليما فما زال يخْضَع (33)

21. قال أبو إسماعيل الأنصاري الهروي الحنبلي الصوفي (481 هـ) في كتاب «الصفات» له: (باب إثبات استواء الله على عرشه فوق السماء السابعة، بائنا من خلقه، من الكتاب والسنة). فذكر رحمه الله دلالات ذلك من الكتاب والسنة – إلى أن قال: (في أخبار شتى أن الله عز وجل في السماء السابعة على العرش بنفسه، وهو ينظر كيف تعملون، علمه، وقدرته، واستماعه، ونظره، ورحمته، في كل مكان.) (34)


501- 700 هـ

22. قال ابن أبي يعلى الحنبلي (526 هـ) : (الحمد لله العلي العظيم، السميع البصير، ذي الفضل الواسع، والمنن التوابع، والنعم السوابغ، والحِجَج البَوَالِغ، علا فكان فوق سبع سمواته، ثُم على عرشه استوى، يعلم السر وأخفى) (35)
23. قال أبو القاسم إسماعيل الأصبهاني (535 هـ) في كتابه «الحجة في بيان المحجة»: (فصل في بيان أن العرش فوق السموات، وأن الله عز وجل فوق العرش) (36) وذكر آثارا في ذلك.
24. قال عدي بن مسافر الهكاري الشافعي (555 هـ) في اعتقاده: "وأن الله على عرشه، بائن من خلقه، كما وصف نفسه في كتاب وعلى لسان نبيه بلا كيف، أحاط بكل شيء علمًا وهو بكل شيء عليم، قال تعالى {الرحمن على العرش استوى}" (48)

25. قال عبد القادر الجيلاني الحنبلي الصوفي (561 هـ) في كتابه «الغنية»: (وهو بجهة العلو مستو على العرش، محتو على الملك، محيط علمه بالأشياء، {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه})
وقال: (وأن الله تعالى خلق سموات بعضها فوق بعض، وسبع أرضين بعضها أسفل من بعض، ومن الأرض العليا إلى السماء الدنيا مسيرة خمسمائة عام، وبين كل سماء وسماء مسيرة خمسمائة عام ..... والله تعالى على العرش ودونه حجب من نار ونور وظلمة، وما هو أعلم به) (37)
26. قال عبد الغني المقدسي الحنبلي (600 هـ) في كتابه «الصفات» بعد ذكر آيات وأحاديث في العلو والإستواء: (وفي هذه المسألة أدلة من الكتاب والسنة يطول بذكرها الكتاب. ومُنكِرُ أن يكون الله – عز وجل – في جهة العلو، بعد هذه الآيات والأحاديث: مخالفٌ لكتاب الله، ومنكر لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.)
وقال بعد ذكر حديث الجارية: (ومَنْ أجهلُ جهلاً، وأسخف عقلاً، وأضل سبيلاً ممن يقول: إنه لا يجوز أن يُقال: "أين الله؟" بعد تصريح صاحب الشريعة بقوله: ”أين الله؟“) (38)
27. قال ابن قدامة المقدسي الحنبلي (620 هـ) : (وأخبر عن فرعون أنه قال {يا هامان ابن لي صرحا لعلي ابلغ الاسباب اسباب السموات فأطلع الى اله موسى واني لاظنه كاذبا} يعني أظن موسى كاذبا في أن الله إلهه في السماء، والمخالف في هذه المسئلة قد أنكر هذا يزعم أن موسى كاذب في هذا بطريق القطع واليقين، مع مخالفته لرب العالمين، وتخطئته لنبيه الصادق الامين، وتركه منهج الصحابه والتابعين، والأئمة السابقين، وسائر الخلق أجمعين. ونسأل الله تعالى أن يعصمنا من البدع برحمته، ويوفقنا لاتباع سنته.) (39) وانظر قوله المنقول في الجزء الثاني من المقال.

28. عبد الكريم بن منصور الموصلي الشافعي الأثري (651 هـ):
نظَم أبو زكريا الصرصري الحنبلي قصيدة أثنى فيها على عقيدة الشيخ عبد الكريم الأثري بعد وقوفه على عقيدته "المعتمَد في المُعتقد"، قال فيها مُبيِّنا عقيدة الشيخ:
ومذهبـه في الاسـتواء كمالــكً ** وكالـسلف الأبـرار أهـل التفضُّلِ
وقـال: استوى بذاتِـه فوق عرشه ** ولا تقُل استـولى فمَـن قال يُبطَـل
فـذاك الذي ضِدٌّ يقـال فـسوءَةً ** لِـذي خَطَـلٍ راوٍ يُغيـثُ وأخْطَـلِ
وقد بـانَ منه خَلقُـه وهو بـائنٌ ** مِـنَ الخَلْق مُحْصٍ للخَـفِيِّ وللجَـلي
و{أقرب من حبل الوريـد} مُفسّرٌ ** ومـا كان في معناهُ بـالعِلم فاعقـلِ
عـلا في السماء اللهُ فـوقَ عِباده ** دليلُـك في القـرآن غيـرُ مَفَـلَّل
وإثبـات إيمان الجُويرية اتّخِـذ ** دليـلا عليه مُسنَدًا غـير مُرسَـلِ
(49)
29. قال أبو زكريا يحيى الصرصري الحنبلي الصوفي (656 هـ) :
أقرّ بأن الله جلّ ثناؤه ... إلهٌ قديم قاهر مترفع
سميع بصير ما له في صفاته ... شبيه يَرَى من فوق سبع ويَسمعُ
وخلق الطباق السبع والأرض واسعٌ ... وكرسيّه منهن في الخلق أوسع
قضى خلقه ثم استوى فوق عرشه ... ومن علمه لم يخل في الأرض موضع
ومن قال إن الله جلّ بذاته ... بكل مكانٍ جاهلٌ متسرع (40)

30. قال عبد الرزّاق الرسعني الحنبلي (661 هـ) في قصيدته (41) في مدح السنة وذم البدعة:
وقُل إنَّ ربِّي في السماء قد استوى *** على العرش واقطع كلَّ وهْمٍ وزائل
وأَطْلِق جوازَ الأَيْن فالنصُّ ثابتٌ (42) *** صحيحٌ ظاهرٌ غيرُ خامل (43)

31. قال عبد الرحمن المقدسي الحنبلي (682 هـ) ابن أخي موفق الدين ابن قدامة: (مسألة: «إلا الأخرس فانه يومئ برأسه إلى السماء» ... إذا ثبت هذا فإنه يشير إلى السماء برأسه لأن إشارته تقوم مقام نطق الناطق وإشارته إلى السماء تدل على قصده تسمية الذي في السماء. ونحو هذا قال الشعبي. وقد دل على هذا حديث أبي هريرة أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم بجارية أعجمية، فقال: يا رسول الله، إن عليَّ رقبة مؤمنة، أفأعتق هذه؟ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أين الله؟" فأشارت إلى السماء ...) إلى آخر الحديث، ثم قال: ( فحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بإيمانها بإشارتها إلى السماء، تريد أن الله سبحانه فيها) (44)


701 هـ فما بعدها

32.قال ابن عبد الهادي الحنبلي (744 هـ) : (وهو سبحانه فوق سمواته على عرشه ، وقد دنا من عباده ونزل إلى السماء الدنيا ، فإن علوه سبحانه وعلى خلقه أمر ذاتي ، له معلوم بالعقل والفطرة وإجماع الرسل ، فلا يكون فوقه شيء البتة.) (45)

33. قال ابن أبي العز الحنفي (792 هـ) في شرحه للعقيدة الطحاوية: (فهو فوق العرش مع حمله بقدرته للعرش وحملته) وقال: (ومن سمع أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وكلام السلف، وجد منه في إثبات الفوقية ما لا ينحصر، ولا ريب أن الله سبحانه لما خلق الخلق، لم يخلقهم في ذاته المقدسة، تعالى الله عن ذلك) وذكر الأدلة على علو الله عز وجل من القرآن والسنة وأقوال السلف والعقل. (46)

34. قال شهاب الدين أبو الثناء الآلوسي الحنفي (1270 هـ) : (فهو جل شأنه. وعز سلطانه. في جهة العلو على الوجه اللائق به مع نفي اللوازم المستحيلة عليه سبحانه وتعالى. وأدلة كونه تعالى كذلك من الآيات والأحاديث والآثار أكثر من أن تحصى. وأوفر من أن تستقصى. وفيما يجده كل أحد في نفسه من الميل الطبيعي الضروري إلى جهة العلو في الاستمداد حالتي الرغبة والرهبة شاهد قوي لذلك.) (47)

سيتم إضافة المزيد مستقبلا إن شاء الله



للسـؤال أو التعليـق على المقـال




(1) تاريخ الإسلام (ج23 ص78)، وتذكرة الحفاظ له (ج2 ص223) كلاهما للذهبي.
(2) جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري – تحقيق التركي (ج1 ص456-457)
(3) جامع البيان للطبري - التركي (ج13 ص411)
(4) جامع البيان (ج16 ص11)
(5) جامع البيان (ج19 ص581)
(6) جامع البيان (ج22 ص387)
(7) جامع البيان (ج22 ص468)
(8) التوحيد وإثبات صفات الرب عزوجل لابن خزيمة (ج1 ص107)
(9) التوحيد وإثبات صفات الرب عز وجل (ج1 ص241)
(10) التوحيد وإثبات صفات الرب عز وجل (ج1 ص273)
(11) معرفة علوم الحديث للحاكم (ص285) قال: " سمعت محمد بن صالح بن هانئ يقول: سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول:..." وئكره. ورواه ابن قدامة في "إثبات صفة العلو" (ص185) بسنده إلى الحاكم.
(12) الأسماء والصفات للبيهقي (ص324)، قال: (قال أبو عبد الله الحافظ: قال الشيخ أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب الفقيه: ...) وذكره. والسند صحيح، فأبو عبد الله الحافظ هو الحاكم وكان من تلاميذ الصبغي، وكان الحاكم من شيوخ البيهقي رحمهم الله جميعا.
(13) سير أعلام النبلاء للذهبي (ج16 ص78)
(14) العلو للعلي الغفار للذهبي (ص227-228)، وكتاب العرش له (ج2 ص316)
(15) الشريعة للآجري (ج8 ص1075 و1079 و1081)
(16) العظمة لأبي الشيخ الأصبهاني (ج2 ص543)
(17) التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع للملطي الشافعي (ص85) – تحقيق: يمان المياديني
(18) كتاب الجامع في السنن والآداب والمغازي والتاريخ لابن أبي زيد القيرواني (ص107- 108 و117)
(19) هو أبو جعفر بن جرير الطبري صاحب التفسير المشهور.
(20) أبو سليمان الخطابي (388 هـ)
(21) الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى لأبي عبد الله القرطبي (ج2 ص123)؛ والعلو للعلي الغفار للذهبي (ص261)
(22) العواصم من القواصم لابن العربي (ص215)
(23) التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي الكلبي (ج1 ص303)
(24) كتاب التوحيد ومعرفة أسماء الله وصفاته لابن منده (ج3 ص185 و187)
(25) رياض الجنة بتخريج أصول السنة لابن أبي زمنين (ص113)
(26) أي التفسير، فمن معاني التأويل في اللغة: التفسير.
(27) أبو محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني
(28) العلو للعلي الغفار للذهبي (ص245)، وكتاب العرش له (ج2 ص340 و348)
(29) سير أعلام النبلاء للذهبي (ج18 ص81-82)، وتاريخ الإسلام له (ج30 ص101)
(30) رسالة السجزي إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت (ص126)، تحقيق: محمد باكريم – دار الراية سنة 1414.
(31) عقيدة السلف وأصحاب الحديث للصابوني (ص44)؛ والذهبي في كتاب العرش (ج2 ص350)
(32) الاستذكار لابن عبد البر (ج7 ص337)
(33) ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب الحنبلي (ج1 ص107)
(34) كتاب العرش للذهبي (ج2 ص364)، وسير أعلام النبلاء (ج18 ص514)
(35) طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى (ج1 ص5)
(36) الحجة في بيان المحجة لاسماعيل الأصبهاني (ج2 ص83)
(37) الغنية لطالبي طريق الحق لعبد القادر الجيلاني (ج1 ص121 و123)
(38) كتاب الصفات لعبد الغني المقدسي (ص75 و76)
(39) إثبات صفة العلو لموفق الدين عبد الله بن قدامة المقدسي (ص65)
(40) ذيل مرآة الزمان لليونين – في ترجمة أبي زكريا يحيى بن يوسف الصرصري الحنبلي
(41) مجلة الإصلاح الجزائرية- العدد الثاني عشر (ص75-76)، قرأها وعلق عليها: عمار تمالت.
(42) وهو حديث الجارية التي سألها النبي صلى الله عليه وسلم: (أين الله؟)، وهو في صحيح مسلم.
(43) الخامل: الخفيُّ.
(44) الشرح الكبير لعبد الرحمن بن قدامة المقدسي (ج27 ص321-322)
(45) الصارم المنكي في الرد على السبكي (ص229)
(46) شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي (ج1 ص372 و379-380)
(47) غرائب الإغتراب لشهاب الدين الآلوسي، في خاتمة الكتاب.
(48) اعتقاد أهل السنة والجماعة لعدي بن مسافر الهكاري (ص30)
(49) وقع القريض ليحيى الصرصري (ص22)

No comments:

Post a Comment