Wednesday, October 20, 2010

اصول عقيدة الاشاعرة

24 مايو، 2009

اصول عقيدة الاشاعرة

بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الْحَمْدَ للهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، ومِنْ َسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ

يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ له، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ, وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران:102].
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي

تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا

عَظِيمًا} [الأحزاب:70-71].
أَمَّا بَعْدُ:
فإنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم, وشرَّ الأمورِ محدثاتُهَا, وكلَّ محدثةٍ بدعة, وكلَّ

بدعةٍ ضلالة, وكلَّ ضلالةٍ في النارِ.
إن من دواعي كتابة هذا المبحث البسيط أبين فيه ما ظهر لي من الحق في حقيقة معتقد الأشاعرة قديما وحديثا آخذ أقوالهم من

كتبهم ولما رأيت الحملة الشرسة التي كشرت أنيابها على عقيدة أهل السنة والجماعة ورميهم ونبزهم بأبشع الألفاظ قديما

وحديثا كالمجسمة والحشوية وغير ذلك من الألفاظ التي تدل على جهل الشخص بالعقيدة . ممن ينتسبون إلى أهل السنة

والجماعة على عقيدة الاشاعرة.حيث بينت
1 ـ معنى أهل السنة عموما .
2 ـ معنى أهل السنة خصوصا.
3 ـ الاشاعرة عند المالكية
4 ـ الاشاعرة عند الشافعية
5 ـ الاشاعرة عند الحنفية
6 ـ الاشاعرة عند الحنابلة
7 ـ مصدر التلقي عند الأشاعرة
8 ـ إثبات وجود الله عند الاشاعرة
9 ـ الإيمان عند الاشاعرة
10 ـ التوحيد عند الاشاعرة
11 ـ القرآن عند الاشاعرة
12 ـ القدر عند الاشاعرة
13 ـ السببية وأفعال المخلوقات
14 ـ التكفير عند الاشاعرة
اسأل الله أن يظهر لنا الحق ويرزقنا إتباعه.
وبداية المبحث هذا ينبغي معرفة هذا المدخل وبه استعين
إن مصطلح أهل السنة والجماعة يطلق ويراد به معنيان:
1 ـ المعنى العام : وهو ما يقابل الشيعة فيقال : المنتسبون للإسلام قسمان : أهل السنة والشيعة مثلما عنون شيخ الإسلام كتابه

في الرد على الرافضي /منهاج السنة / وفيه بين هذين المعنيين وصرح أن ما ذهبت إليه الطوائف المبتدعة من أهل السنة

بالمعنى الأخص .
وهذا المعنى يدخل فيه كل من سوى الشيعة كالاشاعرة لاسيما والاشاعرة فيما يتعلق بموضوع الصحابة والخلفاء متفقون مع

أهل السنة وهي نقطة الاتفاق المنهجية الوحيدة كما سيأتي .
2 ـ المعنى الأخص : وهو مايقابل المبتدعة وأهل الأهواء وهو الأكثر استعمالا في كتب الجرح والتعديل فإذا قالوا عن الرجل

صاحب سنة أو كان سنيا أو من أهل السنة ونحوها فالمراد انه ليس من إحدى الطوائف البدعية كالخوارج والمعتزلة والشيعة

وليس صاحب كلام وهوى.
وهذا المعنى لا يدخل فيه الاشاعرة أبدا بل هم خارجون عنه وقد نص الإمام احمد وابن المديني على أن من خاض في شيء

من علم الكلام لايعتبر من أهل السنة وان أصاب بكلامه السنة حتى يدع الجدل ويسلم للنصوص ,فلم يشترطوا موافقة السنة

فحسب بل التلقي والاستمداد منها فمن تلقى من السنة فهو من أهلها وان اخطأ ومن تلقى من غيرها فقد اخطأ وان وافقها في

النتيجة .
وهذا هو الضابط الذي يعرف به أهل السنة من غيرهم .
والاشاعرة كما سترى استمدوا من غير السنة ولم يوافقوها في النتائج فكيف يكونون من أهلها .
والتفصيل سيأتي أن شاء الله تعالى .
حكم أئمة المذاهب الأربعة من الفقهاء فما بالك بأئمة الجرح والتعديل من أصحاب الحديث .
3 ـ عند المالكية :
روى حافظ المغرب وعلمها الفذ ابن عبد البر رحمه الله عن فقيه المالكية بالمشرق ابن خويزمنداذ في كتاب الشهادات شرحا

لقول مالك (( لاتجوز شهادة أهل البدع والأهواء . وقال(أي ابن خويز :ا ن أهل الأهواء عند مالك وسائر أصحابنا هم أهل

الكلام فكل متكلم فهو من أهل الأهواء والبدع أشعريا كان أو غير اشعري ولا تقبل له شهادة في الإسلام أبدا ويهجر ويؤدب

على بدعته فان تمادى عليها استتيب منها ))جامع البيان وفضله م 2/117
وروى ابن عبد البر نفسه في الانتفاء عن أئمة السنة الثلاثة مالك وأبي حنيفة والشافعي نهيهم عن الكلام وزجراصحابه

وتبديعهم وتعزيرهم ومثله ابن القيم في كتاب اجتماع الجيوش الإسلامية فماذا يكون الاشاعرة إن لم يكونوا أصحاب كلام .
4 ـ عند الشافعية
قال الإمام أبو العباس بن سريج الملقب بالشافعي الثاني وكان معاصرا للأشعري:
((لانقول بتأويل المعتزلة والاشعرية والجهمية والملحدة والمجسمة والمشبهة والكرامية والمكيفة بل نقبلها بلا تأويل ونؤمن بها

بلا تمثيل )) ص62 كتاب اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم
قال الإمام أبو الحسن الكرجي من علماء الشافعية في القرن الخامس مانصه ))لم يزل الأئمة الشافعية يأنفون ويستنكفون أن

ينتسبوا إلى الأشعري ويتبرؤون مما بني عليه الأشعري مذهبه وينهون أصحابهم وأحبابهم على ماسمعت من عدة من المشايخ

والأئمة وضرب مثالا بشيخ الشافعية في عصره أبو حامد الاسفرائيني الملقب ب (الشافعي الثالث) قائلا :ومعلوم شدة الشيخ

على أصحاب الكلام حتى ميز أصول الفقه الشافعي من أصول الأشعري وعلق عنه أبو بكر الراذقاني وهو عندي وبه اقتدي

الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في كتابه اللمع والتبصرة حتى ولو وافق قول الأشعري وجها لأصحابنا ميزه وقال (هو قول بعض

أصحابنا وبه قالت الاشعرية ولم يعدهم من أصحاب الشافعي استنكفوا منهم ومن مذهبهم في أصول الفقه فضلا عن أصول

الدين)كتاب التسعينية ص 238
وبنحو قوله بل اشد منه قال الشيخ الهروي الأنصاري .
5 ـ الحنفية :
معلوم أن واضع الطحاوية وشارحها كلاهما حنفيان وكان الإمام الطحاوي معاصرا للأشعري وكتب هذه العقيدة لبيان معتقد

الإمام أبي حنيفة وأصحابه وهي مشابهة لما في الفقه الأكبر عنه وقد نقلوا عن الإمام انه صرح بكفر من قال إن الله ليس على

العرش أو توقف فيه , وتلميذه أبو يوسف كفر بشر المريسي ومعلوم أن الاشاعرة ينفون العلو وينكرون كونه تعالى على العرش

ومعلوم أيضا أن أصولهم مستمدة من بشر المريسي .
6 ـ الحنابلة :
موقف الحنابلة من الاشاعرة أشهر من أن يذكر فمنذ بدع الإمام احمد ابن كلاب وأمر بهجره وهو المؤسس الحقيقي للمذهب

الأشعري لم يزل الحنابلة معهم في معركة طويلة وحتى في أيام دولة نظام الملك التي استطالوا عليها وبعدها كان الحنابلة

يخرجون من بغداد كل واعظ يخلط قصصه بشيء من مذهب الاشاعرة.
ولم يكن بن القشيري إلا واحدا ممن تعرض لذلك وبسبب انتشار مذهبهم وإجماع علماء الدولة سيما الحنابلة على محاربته

اصدر الخليفة القادر منشور(الاعتقاد القادري) أوضح فيه العقيدة الواجب على الأمة اعتقادها سنة 433 هـ .
وهاهو الشيخ عبد القادر الجيلاني لما سئل ((هل كان لله ولي على غير اعتقاد احمد بن حنبل ؟ قال: ماكان ولا يكون .))كتاب

المنتظم لابن الجوزي ص 81 ـ 89
وهاهنا حقيقة كبرى أثبتها علماء الاشاعرة الكبار بأنفسهم كالجويني وابن أبى المعالي والرازي والغزالي وغيرهم وهي حقيقة

حيرتهم وتوبتهم ورجوعهم إلى مذهب السلف وكتب الاشعرية المتعصبة مثل طبقات الشافعية أوردت ذلك في تراجمهم فان

كانوا على عقيدة أهل السنة والجماعة فعن إي شيء رجعوا ؟؟؟؟؟
عقيدة الاشاعرة بشيء من التفصيل :
7 ـ مصدر التلقي :
مصدر التلقي عند الاشاعرة هو العقل وقد صرح الجويني والرازي والبغدادي والامدي والايجي وابن فورك والسنوسي

وشراح الجوهرة وسائر أئمتهم بتقديم العقل على النقل عند التعارض وعلى مايرى المعاصرون منهم ومن هؤلاء السابقين من

صرح بأن الأخذ بظواهر الكتاب والسنة أصل من أصول الكفر وبعضهم خففها فقال هو أصل الضلالة مثال :
وضع الرازي في كتاب أساس التقديس القانون الكلي للمذهب في ذلك فقال ((الفصل الثاني وثلاثون في إن البراهين العقلية إذا

صارت معارضة بالظواهر النقلية فكيف يكون الحال فيها ؟
ـ اعلم أن الدلائل القطعية العقلية إذا قامت ثبوت شيء ثم وجدنا أدلة نقلية يشعر ظاهرها بخلاف ذلك فهنالك لايخلو الحال من

احد الأمور أربعة
1 ـ إما أن يصدق مقتضى العقل والنقل فيلزم تصديق النقيضين وهو محال
2 ـ وإما أن يبطل فليزم تكذيب النقيضين وهو محال.
3 ـ وإما أن يصدق الظواهر النقلية ويكذب الظواهر العقلية وذلك باطل
لأنه لايمكننا أن نعرف صحة الظواهر النقلية إلا إذا عرفنا بالدلائل العقلية إثبات الصانع وصفاته وكيفية دلالة المعجزة على

صدق الرسول وظهور المعجزات على محمد
ولو جوزنا القدح في الدلائل العقلية القطعية صار العقل متهما غير مقبول القول ولو كان كذلك لخرج أن يكون مقبول القول في

هذه الأصول وإذا لم تثبت هذه الأصول خرجت الدلائل النقلية عن كونها مفيدة .
فثبت أن القدح في العقل لتصحيح النقل يفضي إلى القدح في العقل والنقل معا وانه باطل ولما بطلت الأقسام الثلاثة لم يبق إلا أن

يقطع بمقتضى الدلائل العقلية القاطعة بأن هذه الدلائل النقلية إما أن يقال أنها غير صحيحة أو يقال أنها صحيحة إلا أن المراد

منها غير ظواهرها .
ثم إن جوزنا التأويل اشتغلنا على سبيل التبرع بذكر تلك التأويلات على التفصيل وان لم يجز التأويل فوضنا العلم إلى الله تعالى

فهذا هو القانون الكلي المرجو عاليه جميع المتشابهات وبالله التوفيق))انتهى كلامه
8 ـ إثبات وجود الله
من المعلوم أن مذهب السلف هو أن وجوده تعالى أمر فطري معلوم بالضرورة والأدلة عليه في الكون والنفس والآثار والأفاق

والوحي اجل من الحصر ففي كل شيء له أية وعليه دليل .
الخ.لاشاعرة فعندهم دليل يتيم هو دليل الحدوث والقدم وهو الاستدلال على وجود الله بأن الكون حادث وكل حادث فلا بد له

من محدث قديم واخص صفات هذا القديم مخالفته للحوادث وعدم حلولها فيه ومن مخالفته للحوادث إثبات انه ليس جوهرا ولا

عرضا ولا جسما ولا جهة ولا مكان . الخ .وقد التوحيد: هذه الفلسفة أصولا فاسدة مالا يدخل تحت العد مثل إنكارهم لكثير من

الصفات كالرضا والغضب والاستواء بشبهة نفي حلول الحوادث في القديم ونفي الجوهرية والعرضية والجهة والجسمية إلى

أخر المصطلحات البدعيةالتى جعلوا نفيها أصولا وأنفقوا الأعمار والمداد في شرحها ونفيها ولو قالوا أن الكون وما فيه مخلوق

وكل مخلوق لابد له من خالق لكان ايسرواخصر ولكنهم انتهجوا منهج الفلاسفة اليونانيين في الأفكار والألفاظ .
9 ـ التوحيد :
التوحيد عند أهل السنة والجماعة معروف بأقسامه الثلاثة باعتبار الربوبية والالوهية والأسماء والصفات وباعتبارين توحيد

المعرفة والإثبات وتوحيد القصد والطلب وهو أول واجب على المكلف .أما الاشاعرة قدماؤهم ومعاصرهم فالتوحيد عندهم هو

نفي التثنية أو التعدد ونفي التبعيض والتركيب والتجزئة أي حسب تعبيرهم (نفي الكمية المتصلة والكمية المنفصلة) ومن هذا

المعنى فسروا الإله بأنه الخالق أو القادر على الاختراع وبها فسرت عندهم (لااله إلا الله) أنها تحمل حقيقتين كل منهما تضم

سلسلة من العقائد المختلفة .
الحقيقة الأولى:لااله ـ هي استغناؤه تعالى عن كل ماسواه.
تستلزم له سبحانه قبل كل شيء الوجود والقدم والبقاء والقيام بالنفس والتنزه عن النقائص كما يدخل وجوب السمع له تعالى

والبصر والكلام فهو الغني عن كل ما سواه.
الحقيقة الثانية :إلا الله ـ هي افتقار كل ماعداه إليه تعالى.
فتوجب له تعالى الحياة وعموم القدرة والإرادة والعلم.
وبها يتبين أن تعريفهم لــ : لااله إلا الله ـ هو ـ(( استغناؤه تعالى عن كل ما سواه وافتقار إليه كل ما عداه )).وبمعنى آخر :لا

قادر على الخلق والاختراع إلا الله ,
فتبين أن هذا التعريف يندرج تحت تعريف توحيد الربوبية فيظهر عندهم أن من اعتقد أن الله هو الخالق فقد حقق التوحيد وبه

عند هم ا ن أبا جهل موحد,
أما التوحيد الحقيقي وما يقابله من الشرك ومعرفته والتحذير منه فلا ذكرله في كتب عقيدتهم إطلاقا ولا ادري أين يضعونه أفي

كتب الفروع ؟
أما أول واجب عندهم فهو النظر ليس النظر إلى الآيات الشرعية المتلوة بل النظر إلى الآيات الكونية بالأدلة العقلية القطعية كما

جاء عند السنوسي في شرح عقيدة أم البراهين والتي تعتبر العمدة مع كتاب أساس التقديس للرازي جاء في ص30 ((الحق الذي

يدل عليه الكتاب والسنة وجوب النظر الصحيح بالأدلة القطعية العقلية مع التردد كونه شرطا في صحة الإيمان أو لا والراجح

انه شرط في صحته))وقد تذبذب السنوني في هذه المسألة فتارة يقول إن المقلد مع استطاعة النظر كافر ومرة يقول عدم النظر

مع الاستطاعة يؤثم , فيقول كما جاء في كتاب مواقف السنوسي العقدية لمؤلفه جمال الدين بوقلي ص131 ((إن من يميل إلى

صحة التقليد ورجحانه على الاجتهاد في التوحيد منها قول الرازي عند موته ـ اللهم إيمان العجائزـ ))
وفي قول آخر يقول في ص133 من نفس المرجع ((إذا كان الأمر كذلك فسوف يكون الكافر الذي لجأ إلى النظر والعلم اعلم

بالحق ممن ينقاد إلى الإيمان عن طريق المحاكاة. إن صاحب النظر عارف بالحق مطلع على سبيله وذلك بالبرهان والدليل فهو

الذي اتضحت له دلالة صنع الله تعالى، فصار على يقين من دين الله .))
ويقول في ص 137 من نفس المرجع ينقلها عن القرافي حيث قال :
((إن الذين لايكادون يفقهون قولا مكلفون مع ذلك بدقائق أصول الدين ودلائل التوحيد،مخلدون بالجهل في النار)).
وخلاصة القول عندهم :
وينكرون المعرفة الفطرية ويقولون إن من آمن بالله بغير النظر فإنما هو مقلد ورجح بعضهم بكفره وبعضهم بتعصيته وهذا

ماخالفهم فيه الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله بقوله : ((وان لازم هذا فتم تكفير العوام بل تكفير الصدر الأول ))نهاية

الإقدام للشهرستاني ص 90
10 ـ الإيمان
الاشاعرة في الإيمان مرجئة جهمية أجمعت كتبهم قاطبة أن الإيمان هو التصديق القلبي واختلفوا في النطق بالشهادتين أيكفي

عنه تصديق القلب أم لا قال صاحب الجوهرة :
وفسر الإيمان بالتصديق والنطق فيه الخلف بالتحقيق
وقد رجح الشيخ حسن أيوب من المعاصرين إن المصدق بقلبه ناج عند الله وان لم ينطق بهما ومال إليه رمضان البوطي فعلى

كلامهم فلا داعي لحرص النبي أن يقول عمه أبو طالب لااله إلا الله لأنه لاشك في تصديقه له بقلبه وهو من شابهه على مذهب

الاشاعرة أنهم من أهل الجنة.
هذا وقد أولوا كل أية أو حديث ورد في زيادة الإيمان أو نقصانه أو وصف بعض شعبه بأنها الإيمان أو من الإيمان.
ولهذا رد عليهم الشيخ ابن تيمية وذكرهم بأسمائهم كالأشعري و الباقلاني والجويني وشراح كتبهم أنهم على مذهب جهم بعينه

وهذا انطلاق من تعريفهم للإيمان أنه تصديق بالقلب .
وتعريف الإيمان ذهب فيه الطوائف مذاهب
1 ـ عند أهل السنة والجماعة: هو إقرار في الجنان وقول باللسان وعمل بالأركان أي الجوارح
2 ـ عند المرجئة: إقرار بالجنان وقول باللسان أي أنهم يخرجون العمل من مسمى الإيمان
3 ـ الجهمية : هو التصديق بالجنان ومنهم من يقول هو معرفة الله بالقلب فقط وهذا شر الأقوال أي يجعلون فرعون مؤمنا .

وكذلك إبليس .
فالاشاعرة أي الطوائف إذن .؟
11ـ القرآن
إن القرآن عند أهل السنة والجماعة هو كلام الله غير المخلوق وأنه يتكلم الله بكلام مسموع تسمعه الملائكة وسمعه جبريل

وسمعه موسى عليه السلام ويسمعه الخلائق يوم القيامة حيث يتكلم بما شاء ومتى شاء وكيف شاء .
ومذهب المعتزلة أن القرآن مخلوق.
أما مذهب الاشاعرة فمن منطلق التوفيقية ـ التي لم يحالفها التوفيق ـ فرقوا بين المعنى واللفظ فالكلام عندهم هو معنى أزلي

ابدي قائم بالنفس ليس بحرف ولا بصوت ولا يوصف بالخبر ولا بالإنشاء.
واستدلوا بالبيت المنسوب للأخطل النصراني
إن الكلام لفي الفؤاد و إنما جعل اللسان على الفؤاد دليلا
أما الكتب المنزلة ذات الترتيب والنظم والحروف ومنها القرآن فليست هي كلامه تعالى حقيقة بل هي عبارة عن كلام الله

النفسي والكلام النفسي شيء واحد في ذاته لكن إذا جاء التعبير عنه بالعبرانية فهو التوراة وان جاء بالسريانية فهو الإنجيل وان

جاء بالعربية فهو القرآن . فهذه الكتب مخلوقة ووصفها بأنها كلام الله مجاز لأنها تعبير عنه .واختلفوا في كيفية خلقه .
فقال بعضهم أن الله خلقه في اللوح المحفوظ ثم انزله في صحائف إلى سماء الدنيا فكان جبريل يقرأ هذا القرآن المخلوق ويبلغه

إلى محمد
ـ وقال آخرون إن الله أفهم جبريل عليه السلام كلامه نفسي وأفهمه جبريل لمحمد فالنزول إذن نزول إعلام وإفهام لا نزول

انتقال وحركة.
12 ـ القدر
أراد الاشاعرة هنا أن يوفقوا بين الجبرية والقدرية في مسألة القدر فجاءوا بنظرية الكسب وهي في مآلها إلى الجبر خالصة

لأنها تنفي أي قدرة للعبد أو تأثير أما حقيقتها الفلسفية فقد عجز الاشاعرة أنفسهم عن فهمها فضلا عن إفهامها لغيرهم ولهذا قيل

عنها :
مما يقال ولا حقيقة تحته معقولة تدنو إلى الإفهام
الكسب عند الأشعري والحال عند البهشمي وطفرة النظام
ولهذا قال الرازي الذي هو الأخر عجز عن فهمها ((إن الإنسان مجبور في صورة مختار))
13 ـ السببية وأفعال المخلوقات
إن الاشاعرة أنكروا الربط العادي بإطلاق وان يكون الشيء يؤثر في الشيء ولهذا أنكروا ((باء السببية)) في القرآن وكفروا

وبدعوا من خالفهم ومأخذهم فيها هو مأخذهم في القدر فمثلا عندهم من قال أن النار تحرق بطبعها أو هي علة الإحراق فهو

كافر مشرك لأنه لا فاعل عندهم إلا الله مطلقا حتى أن احد النحاة الأندلسيين من دولة الموحدين التومرتية الاشعرية هدم

نظرية العامل أي الفاعل مدعيا أن الفاعل هو الله مطلقا .
وعللوا هذا بأن الأسباب علاقات لا موجبات حتى أنهم يقولون الرجل إذا كسر الزجاجة في الحقيقة ما انكسرت بكسره وإنما

انكسرت عند كسره ، والنار إذا أحرقت ما تحرق بنفسها ولا بسببها وإنما احترق عندها .والإنسان إذا أكل حتى شبع ما شبع

بالأكل وإنما شبع عند الأكل.
ومن قال عندهم ن النار تحرق بقوة أودعها الله فيها فهو مبتدع ومن قال أن النار تحرق بطبعها فهو كافر .
فقالوا للتعليل أن الفاعل هو الله تعالى ولكن فعله يقع مقترنا بشيء ظاهر ي مخلوق فلا ارتباط عندهم بين السبب والمسبب وإنما

المسألة اقتران كاقتران الصديقين في الذهاب والإياب .وقد بينوا هذا في متونهم في عقيدتهم :
والفعل في التأثير ليس إلا للواحد القهار جل وعلا
ومن يقل بالطبع أو بالعلة فذاك كفر عند أهل الملة
ومن يقل بالقوة المودعة فذاك بدعي فلا تلتفت
14 ـ التكفيــر
التكفير عند أهل السنة والجماعة حق الله تعالى لايطلق إلا على من يستحقه شرعا ولا تردد في إطلاقه على من ثبت كفره

باجتماع شروطه وانتفاء موانعه
أما الاشاعرة فهم مضطربون اضطرابا كبيرا فتارة يقولون نحن لانكفر أحدا وتارة يقولون لانكفر إلا من كفرنا وتارة يكفرون

بأمور لاستوجب أكثر من التفسيق أو التبديع وتارة يكفرون بأمور هي نفسها شرعية .
1 ـ قولهم لانكفر أحدا فهذا باطل قطعا لان من الأشياء مايكفر صاحبها كمن أنكر معلوما من الدين بالضرورة مع الإظهار

وإقامة الحجة .
2 ـ وأما قولهم لانكفر إلا من كفرنا فهذا باطل كذلك لان من وقع في الكفر فليس معناه كفر الثاني بالمقابلة
3 ـ وأما تكفير من لايستحق إلا التبديع فمثل تصريحهم بتكفير من قال أن لله جسم لا كالأجسام وهذا ليس بكافر بل هو ضال

لأنه قال بلفظ لم يأت به الشرع
4 ـ وأما تكفيرهم من لايستحق حتى التبديع بل أتى بشيء شرعي وهو من قال أن الأشياء مؤثرة بعلتها كمن قال إن النار تحرق

بنفسها أو هي علة الإحراق أو الطعام علة الشبع .وقد مر عليه الكلام.
وأما التكفير بما هو حق في نفسه يجب اعتقاده فنحو تكفيرهم لمن يثبت علو الله ذاتا ومن لم يؤمن بالله على طريقتهم لان الأخذ

بظواهر النصوص من أصول التكفير عندهم كما صرح به الرازي في أساس التقديس وكقولهم إن عبادة الأصنام فرع من

مذهب المشبهة ويعنون به أهل السنة والجماعة .
وقالوا أن من رفع إصبعه إلى الأعلى مشيرا إلى الله انه في السماء فهو ضال تقطع إصبعه لأنه حيز الله في جهة معينة

وسيأتي الكلام عليها إن شاء الله تعالى .
ومن شواهد تكفير بعضهم قديما وحديثا لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وحسبك مافي كتب الكوثري وأبي غدة

والسقاف حديثا .
وأرجو من الله إني قد ألممت بعض الشيء بعقيدة الاشاعرة واتمم البحث في المرة الأخرى بباب الصفات استقلالا والنبوات

والتأول والتفويض والتحسين والتقبيح و الإرادة ومعانيها حتى يظهر الحق جليا بمشيئة الله تعالى
اخوكم ابو انس الورقلي

Monday, October 18, 2010

ما التجسيم والتشبيه والتمثيل ؟

30 يوليو، 2010

ما التجسيم والتشبيه والتمثيل ؟

بسم الله الرحمن الرحيم
بعون الله يخصص هذا الموضوع للتعريف بمفاهيم تشغل البعض ولا يجد لها إجابة شافية !
المخطط أن يبدا الموضوع بنبذة مختصرة ميسرة ثم ببسط مع وضع مراجع للاستزادة.

كلمة سر !
ليعلم كل من أراد الحق باخلاص أن ذات الله تعالى (غيب) لا سبيل لمعرفة صفاتها إلا بالنقل الصحيح فالعقول مخلوقة تعجز عن معرفة كنهه سبحانه وتعالى. قال شيخ الإسلام رحمه الله في "مجموع الفتاوى" (5/26) : " قال الإمام أحمد رضي الله عنه لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا يتجاوز القرآن والحديث " انتهى

الجواب العلمي المحقق
قد بينه شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - نفسه في عامة كتبه، وهو أن يسأل هذا السائل : ما تريد بالتجسيم ؟
إن أردت أنه ذو صفات تليق به؛ فهذا المعنى حق ثابت بالكتاب والسنة والإجماع القديم.
وهذا مراد المبتدعة من إطلاق هذا اللفظ،ولهم في تقرير كونه تجسيماً مقدمات دقيقة يختلفون في أكثرها:
فالجهمية تجعل من يثبت جنس الأسماء مجسماً.
والمعتزلة ومن تبعهم من الشيعة الاثني عشرية والزيدية والإباضية يجعلون من يثبت الصفات مجسماً.
والكلابية والأشاعرة ومن تبعهم يجعلون من يثبت الصفات الاختيارية (الفعلية) مجسماً!!

وإن أردت أن له ذاتاً وصفات تماثل الأجسام المخلوقة فهذا المعنى باطل.
فنفي التجسيم بالمعنى الأول باطلٌ، ونفيه بالمعنى الثاني صحيح، وإثباته بالمعنى الأول صحيح، وبالمعنى الثاني باطل؛فلا يصح حينئذٍ إطلاق هذا اللفظ لا إثباتاً ولا نفياً لهذا الاحتمال، والله الموفق. (المصدر: عبد الله القحطاني)

مقالات مختارة :

ينصح بهذا المقال الرائع : {ليس كمثله شيء} ما هو التشبيه في صفات الله؟
وهذا الجواب المحقق : دعوى نسبة التشبيه والتجسيم لابن تيمية وبراءته من ترويج المغرضين لها
وهذه الفتوى النافعة : دعوى التجسيم حول ابن تيمية / فتوى الشيخ عبد الرحمن السحيم
موضوع آخر للفائدة : ابن تيمية والتجسيم !


مراجع مهمة:
كتاب: مصطلحات في كتب العقائد [ دراسة وتحليل ] - محمد بن ابراهيم الحمد

مبحث الجسمية من بيان تلبيس الجهمية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله

كتاب: مقالة التشبيه وموقف أهل السنة منها
* المؤلف: جابر بن إدريس بن علي أمير
* حالة الفهرسة: مفهرس على الأبواب الرئيسية
* الناشر: أضواء السلف
* سنة النشر: 1422 - 2002
* عدد المجلدات: 3
* نبذة عن الكتاب:
الطبعة الأولى
1663 صفحة
21 ميجا
أصل هذا الكتاب رسالة دكتوراة من الجامعة الإسلامية بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى 1421 هـ
الباب الأول : مقالة التشبيه وأنواعها ونشأتها وأسبابها ومصدرها
الباب الثاني : مذهب المشبهة في صفات الله وبيان مقالتهم إن الله جسم وذكر أدلتهم وشبهاتهم وموقف أهل السنة من ذلك
الباب الثالث : براءة أهل السنة من وصمة التشبيه وبيان موقفهم من نصوص الصفات وممن يدعى فيها التشبيه
الباب الرابع : وقوع طوائف أهل البدع المعاصرة في مقالة التشبيه عرض ونقد
* التحميل المباشر: الواجهة مجلد 1 مجلد 2 مجلد 3

Sunday, September 26, 2010

بيان مخالفة متأخري الأشاعرة للأشعري ولكبار أصحابه

بيان مخالفة متأخري الأشاعرة للأشعري ولكبار أصحابه

بسم الله

الفصل الرابع

بيان مخالفة متأخري الأشاعرة للأشعري ولكبار أصحابه

مع كل ما سبق بيانه وتقريره، فلا بد أن يُعلم أيضاً أن ابن كلاب، والأشعري، وكبار أصحابه كأبي الحسن الطبري، وأبي عبد الله بن مجاهد الباهلي، ثم من بعدهم كأبي بكر الباقلاني وأبي إسحاق الإسفرائيني، لم يختلف قولهم في إثبات الصفات الخبرية لله تعالى التي في القرآن كالوجه، واليدين، والعينين، والاستواء، ونحوها، وإبطال قول من نفاها وتأولها، ولم يُنقل عنهم غير ذلك، وليس لهم فيها قولان، وهذه كتبهم موجودة، ليس فيها حرف من تأويلها أو ذكر القولين، ومن قال غير ذلك فقد وهم، وإنما أدخل هذا في مذهبه متأخروا الأشاعرة كأبي المعالي الجويني والرازي وأبي حامد ونحوهم.

قال أبو العباس أحمد بن ثابت الطرقي الحافظ صاحب كتاب "اللوامع في الجمع بين الصحاح والجوامع" في بيان مسألة الاستواء من تأليفه: (ورأيت هؤلاء الجهمية –يشير إلى متأخري الأشاعرة- ينتمون في نفي العرش، وتعطيل الاستواء إلى أبي الحسن الأشعري، وما هذا بأول باطل ادعوه، وكذب تعاطوه، فقد قرأت في كتابه الموسوم بـ"الإبانة عن أصول الديانة" أدلة من جملة ما ذكر على إثبات الاستواء، وقال في جملة ذلك: ومن دعاء أهل الإسلام جميعاً إذا رغبوا إلى الله تعالى في الأمر النازل بهم، يقولون جميعاً: يا ساكن العرش) ثم قال: (ومن حَلِفِهم جميعاً قولهم: لا والذي احتجب بسبع سماوات)[1] اهـ.

وسبق أيضاً قول ابن درباس، والآلوسي في ذلك.

بل وسبق نقل نصوص الأشعري، وابن كلاب في إثبات هذه الصفات لله تعالى، وإبطال تأويلها، وأنا أنقل هنا بعض نصوص أئمة أصحابه في إثباتها، والمنع من تأويلها:

أبو الحسن علي بن مهدي الطبري

قال الذهبي في "العلو" نقلاً عنه: قال الإمام أبو الحسن علي بن مهدي الطبري تلميذ الأشعري في كتاب "مشكل الآيات" له في باب قوله {الرحمن على العرش استوى} طه5: (اعلم أن الله في السماء، فوق كل شيء، مستو على عرشه، بمعنى أنه عال عليه، ومعنى الاستواء الاعتلاء، كما تقول العرب: استويت على ظهر الدابة، واستويت على السطح، بمعنى علوته، واستوت الشمس على رأسي، واستوى الطير على قمة رأسي، بمعنى علا في الجو فوجد فوق رأسي، فالقديم جل جلاله عالٍ على عرشه، يدلك على أنه في السماء عال على عرشه قوله {أأمنتم من في السماء} الملك16، وقوله {يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي} آل عمران55، وقوله {إليه يصعد الكلم الطيب} فاطر10، وقوله {ثم يعرج إليه} السجدة5.

وزعم البلخي أن استواء الله على العرش هو الاستيلاء عليه، مأخوذ من قول العرب: استوى بشر على العراق، أي استولى عليها، وقال: إن العرش يكون الملك، فيقال له: ما أنكرت أن يكون عرش الرحمن جسماً خلقه، وأمر ملائكته بحمله؟ قال {ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية} الحاقة17، وأمية يقول:

مجدوا الله فهو للمجد أهل ... ربنا في السماء أمسى كبيرا

بالبناء الأعلى الذي سبق الناس ... وسوى فوق السماء سريرا

قال: مما يدل على أن الاستواء ههنا ليس بالاستيلاء أنه لو كان كذلك لم يكن ينبغي أن يخص العرش بالاستيلاء عليه دون سائر خلقه، إذ هو مستول على العرش، وعلى الخلق، ليس للعرش مزية على ما وصفته، فبان بذلك فساد قوله.

ثم يقال له أيضاً: إن الاستواء ليس هو الاستيلاء الذي هو من قول العرب: استوى فلان على كذا، أي استولى، إذا تمكن منه بعد أن لم يكن متمكناً، فلما كان الباري عز وجل لا يوصف بالتمكن بعد أن لم يكن متمكناً لم يصرف معنى الاستواء إلى الاستيلاء. ثم ذكر ما حدثه نفطويه عن داود بن علي عن ابن الأعرابي -وقد مر- ثم قال: فإن قيل: ما تقولون في قوله {أأمنتم من في السماء} الملك16؟ قيل له: معنى ذلك أنه فوق السماء على العرش، كما قال {فسيحوا في الأرض} التوبة2، بمعنى: على الأرض، وقال {لأصلبنكم في جذوع النخل} طه71، فكذلك {أأمنتم من في السماء} الملك16. فإن قيل: فما تقولون في قوله {وهو الله في السموات وفي الأرض} الأنعام3؟ قيل له: إن بعض القراء يجعل الوقف في {السموات}، ثم يبتدىء {وفي الأرض يعلم} وكيفما كان فلو أن قائلاً قال: فلان بالشام والعراق ملك، لدل على أن ملكه بالشام والعراق، لا أن ذاته فيهما) إلى أن قال: (وإنما أمرنا الله برفع أيدينا قاصدين إليه برفعها نحو العرش الذي هو مستو عليه)[2] اهـ.

قلت: فانظر إلى حكايته عن المعتزلة القول بأن العرش: الملك، ثم انظر إلى ما قاله عبد القاهر البغدادي في الاستواء: (والصحيح عندنا تأويل العرش في هذه الآية على معنى الملك)[3] اهـ.

وانظر أيضاً إبطاله لتفسير الملك بالاستيلاء والقهر، وجعل هذا من أقوال الجهمية، ثم انظر إلى ما قال أبو المعالي الجويني: (لم يمتنع منا حمل الاستواء على القهر والغلبة)[4] اهـ.

القاضي أبو بكر محمد بن الطيب البصري الباقلاني

قال في كتاب "الإنصاف": (فنص تعالى على إثبات أسمائه وصفات ذاته، وأخبر أنه ذو الوجه الباقي بعد تقضي الماضيات، كما قال عز وجل: {كل شيء هالك إلا وجهه} القصص88، وقال: {ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} الرحمن27، واليدين اللتين نطق بإثباتهما له القرآن في قوله عز وجل: {بل يداه مبسوطتان} المائدة64، المائدة64،وقوله: {ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي} ص75، وأنهما ليستا جارحتين، ولا ذوي صورة وهيئة، والعينين اللتين أفصح بإثباتهما من صفاته القرآن، وتواترت بذلك أخبار الرسول عليه السلام، فقال عز وجل: {ولتصنع على عيني} طه39 و{تجري بأعيننا} القمر14، وأن عينه ليست بحاسة من الحواس، ولا تشبه الجوارح والأجناس)[5] اهـ.

وقال الذهبي في "العلو": (قال القاضي أبو بكر محمد بن الطيب البصري الباقلاني الذي ليس في المتكلمين الأشعرية أفضل منه مطلقاً في كتاب "الإبانة" من تأليفه: فإن قيل فما الدليل على أن لله وجهاً؟ قيل: قوله {ويبقى وجه ربك} الرحمن27، وقوله {ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي} ص75، فأثبت لنفسه وجهاً ويداً.

فإن قيل: فما أنكرتم أن يكون وجهه ويده جارحة، إذ كنتم لا تعقلون وجهاً ويداً إلا جارحة؟ قلنا: لا يجب هذا، كما لا يجب في كل شيء كان قديماً بذاته أن يكون جوهراً، لأنا وإياكم لم نجد قديماً بنفسه في شاهدنا إلا كذلك.

وكذلك الجواب لهم إن قالوا: فيجب أن يكون علمه وحياته وكلامه وسمعه وبصره وسائر صفات ذاته عرضاً واعتلوا بالوجود. فإن قيل: فهل تقولون إنه في كل مكان؟ قيل: معاذ الله، بل هو مستو على عرشه، كما أخبر في كتابه فقال {الرحمن على العرش استوى} طه5، وقال {إليه يصعد الكلم الطيب} فاطر10، وقال {أأمنتم من في السماء} الملك16.

قال: ولو كان في كل مكان لكان في بطن الإنسان وفمه وفي الحشوش، ولوجب أن يزيد بزيادة الأمكنة إذا خلق منها ما لم يكن، ويصح أن يرغب إليه إلى نحو الأرض، وإلى خلفنا ويميننا وشمالنا، وهذا قد أجمع المسلمون على خلافه، وتخطئة قائله. إلى أن قال: وصفات ذاته التي لم يزل ولا يزال موصوفاً بها: الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والكلام والإرادة والوجه واليدان والعينان والغضب والرضا.

وقال مثل هذا القول في كتاب "التمهيد" له.

وقال في كتاب "الذب عن أبي الحسن الأشعري" كذلك: قولنا في جميع المروي عن رسول الله في صفات الله إذا صح من إثبات اليدين والوجه والعينين، ونقول: إنه يأتي يوم القيامة في ظلل من الغمام، وإنه ينزل إلى السماء الدنيا كما في الحديث، وإنه مستو على عرشه). إلى أن قال: (وقد بينا دين الأئمة وأهل السنة أن هذه الصفات تمر كما جاءت بغير تكييف، ولا تحديد، ولا تجنيس، ولا تصوير، كما روي عن الزهري وعن مالك في الاستواء، فمن تجاوز هذا فقد تعدى وابتدع وضل.

قلت –أي الذهبي معلقاً-: فهذا النفس نفس هذا الإمام، وأين مثله في تبحره وذكائه وبصره بالملل والنحل، فلقد امتلأ الوجود بقوم لا يدرون ما السلف، ولا يعرفون إلا السلب، ونفي الصفات وردها، صم بكم غتم عجم، يدعون إلى العقل ولا يكونون على النقل)[6] اهـ.

وقد قال الذهبي في بيان التغير الذي طرأ على الأشعرية لما نقل كلام أبي الحسن الأشعري في الإبانة: (فلو انتهى أصحابنا المتكلمون إلى مقالة أبي الحسن هذه، ولزموها، لأحسنوا، ولكنهم خاضوا كخوض حكماء الأوائل في الأشياء، ومشوا خلف المنطق فلا قوة إلا بالله)[7] اهـ.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (بل أبو المعالي الجويني ونحوه ممن انتسب إلى الأشعري، ذكروا في كتبهم من الحجج العقليات النافية للصفات الخبرية ما لم يذكره ابن كلاب والأشعري وأئمة أصحابهما، كالقاضي أبي بكر بن الطيب وأمثاله، فإن هؤلاء متفقون على إثبات الصفات الخبرية، كالوجه واليد والاستواء، وليس للأشعري في ذلك قولان، بل لم يتنازع الناقلون لمذهبه نفسه في أنه يثبت الصفات الخبرية التي في القرآن، وليس في كتبه المعروفة إلا إثبات هذه الصفات، وإبطال قول من نفاها وتأول النصوص، وقد رد في كتبه على المعتزلة الذين ينفون صفة اليد والوجه والاستواء، ويتأولون ذلك بالاستيلاء، ما هو معروف في كتبه لمن يتبعه، ولم ينقل عنه أحد نقيض ذلك، ولا نقل أحد عنه في تأويل هذه الصفات قولين.

ولكن لأتباعه فيها قولان، فأما هو وأئمة أصحابه فمذهبهم إثبات هذه الصفات الخبرية، وإبطال ما ينفيها من الحجج العقلية، وإبطال تأويل نصوصها.

وأبو المعالي وأتباعه نفوا هذه الصفات موافقة للمعتزلة والجهمية، ثم لهم قولان: أحدهما تأويل نصوصها، وهو أول قولي أبي المعالي كما ذكره في الإرشاد، والثاني: تفويض معانيها إلى الرب، وهو آخر قولي أبي المعالي، كما ذكره في الرسالة النظامية، وذكر ما يدل على أن السلف كانوا مجمعين على أن التأويل ليس بسائغ ولا واجب، ثم هؤلاء منهم من ينفيها ويقول: إن العقل الصريح نفى هذه الصفات، ومنهم من يقف ويقول: ليس لنا دليل سمعي ولا عقلي لا على إثباتها، ولا على نفيها، وهي طريقة الرازي والآمدي.

وأبو حامد تارة يثبت الصفات العقلية متابعة للأشعري وأصحابه، وتارة ينفيها أو يردها إلى العلم، موافقة للمتفلسفة، وتارة يقف، وهو آخر أحواله، ثم يعتصم بالسنة ويشتغل بالحديث وعلى ذلك مات)[8] اهـ.

-------------------------------------

[1] نقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في نقض التأسيس (ص87-88) وابن درباس في "رسالة الذب عن أبي الحسن الأشعري" (ص111).

[2] أورده الذهبي في العلو (ص231) ونقله شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية (2/335).

[3] أصول الدين (ص113).

[4] االإرشاد (ص40).

[5] الإنصاف (ص24).

[6] العلو (ص237) والسير (17/558) ونقله شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (5/98-99).

[7] العلو (ص222).

[8] درء التعارض (5/248).

المصدر : الفصل الرابع : بيان مخالفة متأخري الأشاعرة للأشعري ولكبار أصحابه

الأشاعرة في ميزان أهل السنة
نقدٌ لكتاب (أهل السنة الأشاعرة شهادة علماء الأمة وأدلتهم)
تأليف فيصل بن قزار الجاسم

Friday, July 9, 2010

تلخيص قصة الإرهابي المغربي قاتل ال 70 ألفاً من الأنفس - الشيخ علي رضا

الشيخ علي رضا بن عبد الله بن علي رضا

تلخيص قصة الإرهابي المغربي قاتل ال 70 ألفاً من الأنفس

طلب مني بعض الإخوان الأفاضل أن ألخص له قصة الإرهابي الكبير ابن تومرت تلخيصاً موجزاً جداً ؛ حتى يحاج به الحزبيين والتكفيريين والإرهابيين ببيان مصير كل خارجي وإرهابي في نهاية أمره ؛ فأجبته لذلك ؛ والله أسأل ان ينفع به قارئيه :

تتلخص قصة هذا الإرهابي المغربي في كونه انعزل عن العلماء واغتر بكونه آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر - نعم لكن بطريقة الخوارج من سفك الدماء واستحلال المحارم والكذب والتدجيل بعد ابتعاده عن أهل العلم كما فعله ويفعله الخوارج والتكفيريون والإرهابيون في كل عصر - ثم هاجر بعد أن كفر المسلمين - كما تفعل جماعة التكفير والهجرة - إلى رؤوس الجبال ، ووجد من يستخف بعقولهم من البهائم والمغفلين والسذج ، فأملى عليهم كتابه - ليس الأخضر لكنه قريب منه في الضلال والإلحاد في أسماء الله وصفاته - وذلك بعد أن عمل التمييز بينهم - وهو قتل المخالفين لرأيه حتى قتل الابن أباه وأخاه - وقام بالمخاريق - الدجل والشعوذة - لإثبات كونه المهدي عليه السلام الذي يخرج في آخر الزمان ، وقتل المرابطين - وهم أهل التوحيد - وسمى نفسه ومن معه بالموحدين - وهم في الحقيقية الملحدون في الأسماء والصفات والعقيدة والمنهج - وسمى كتابه : ( المرشدة ) - وهي ( المضلة ) في الحقيقة - وكان مجموع من نحرهم وذبحهم ذبح الشياه - كما يفعله الإرهابيون تماماً - 70 ألفاً من رجال ونساء وعجزة وأطفال - على مذهب الخوارج في قتل الصغار حتى لا يكبروا ويكفروا كوالديهم وآبائهم - ثم باغته الموت فمات ميتة سوء خارجاً عن الجماعة ، ولم تقم له دولة - كما قال العلماء عن الخوارج بأنهم لم تقم لهم دولة في أي زمان من الأزمنة عبر التاريخ الإسلامي - وكلما قطع من هؤلاء الخوارج والإرهابيين قرن ، ظهر قرن آخر - كما أخبر عليه الصلاة والسلام - حتى يخرج في أعراضهم الدجال !

Thursday, June 17, 2010

أثر ابن عباس في تفسير الكرسي

http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=465709


القول الجلي في تخريج أثر ابن عباس في تفسير الكرسي


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهد الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .

أمّا بعدُ،،،
فهذا تحقيق لما روي عن ابن عباس في تفسير الكرسي ، دفعني إلي ذلك أن المبتدعة يستدلون ببعض هذه الروايات على بدعهم ، وأن أحد الأخوة وجدته صحح ما استدل به المبتدعة في تحقيقه ( ! ) لـ " البداية والنهاية " ، وهذا التحقيق مخطوط حتى الساعة – أسأل الله أن يظل هكذا إلى الأبد – ، ثم رأيت أن أضيف في الخاتمة أربعة شواهد للأثر .

أسأل الله – سبحانه وتعالى – أن يغفر لي ، وأن يجعل هذا العمل خالصاً لوجه الكريم ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

وبعد ،،،

فقد روي عن ابن عباس أنه قال : " كرسيه علمه " .
أخرجه ابن جرير الطبري في " تفسيره " ( 3 / 15 ) ، وابن أبي حاتم – كما في " تفسير ابن كثير " ( 1 / 457 ) – ، والطبراني في " كتاب السنة " – ومن طريقه ابن حجر في " تغليق التعليق " ( 4 / 185 ) – ، وعبد بن حميد – كما في " تغليق التعليق " ( 4 / 186 ) و " فتح الباري " ( 8 / 47 ) ، و " الدر المنثور " ( 2 / 17 ) – ، وابن منده في " الرد على الجهمية " ، وابن حجر في " تغليق التعليق " ( 4 / 185 – 186 ) .
من طرق عن مطرف ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، { وسع كرسيه } قال : كرسيه علمه .

قال ابن منده : " ولم يُتابع عليه جعفر ، وليس هو بالقوي في سعيد بن جبير " ، وأقره الذهبي في " الميزان " ( 2 / 148 ) ثم قال : " قد روى عمار الدهني ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : كرسيه موضع قدمه ، والعرش لا يقدر قدره " .
فكأنه يشير إلى أن هذه الرواية هي المحفوظة .

وقال ابن كثير في " تفسيره " ( 1 / 457 ) : " وعن ابن عباس وسعيد بن جبير أنهما قالا في قوله – تعالى – { وسع كرسيه السموات والأرض } ، أي : علمه ، والمحفوظ عن ابن عباس كما رواه الحاكم في مستدركه وقال : إنه على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، من طريق سفيان الثوري ، عن عمار الدهني ، عن مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، أنه قال : " الكرسي موضع القدمين ، والعرش لا يقدر قدره إلا الله – عز وجل – " .

وقال أبومنصور الأزهري في " تهذيب اللغة " ( 10 / 54 ) : " والذي روي عن ابن عباس في الكرسي أنه العلم ، فليس مما يثبته أهل المعرفة بالأخبار " .

قلت : هذا الإسناد ظاهره أنه حسن ، ولكنه منكر ؛ فإن رجاله ثقات سوى جعفر بن أبي المغيرة وثقه أحمد وابن حبان ( تهذيب التهذيب 1 / 388 ) ، ولكن سبق قول ابن منده : " ليس بالقوي في سعيد بن جبير " ، وهذا فيه زيادة علم ، فنضعفه في سعيد بن جبير ، هذا وقد خولف فيه كما سيأتي .

وخالف مطرف ، سفيان الثوري فرواه في " تفسيره " – كما في " فتح الباري " ( 1 / 47 ) – عن جعفر ، عن سعيد بن جبير موقوفاً .
وأخرجه عنه ابن حجر في " تغلق التعليق " ( 4 / 185 ) ، وعلّقه البخاري في " صحيحه " ( 1 / 46 – فتح ) .
والعهدة في هذا الاختلاف على جعفر بن أبي المغيرة نفسه .


وخالف جعفر بن أبي المغيرة ، مسلم البطين فرواه عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، في قوله – تعالى – : { وسع كرسيه السموات والأرض } ، قال : " الكرسي : موضع القدمين ، ولا يقدر أحد قدره " .
أخرجه الدارقطني في " الصفات " ( 36 ) ، و " النزول " ( ص 49 ) ، والخطيب في " تاريخ بغداد " ( 5 / 251 ) .
عن أحمد بن منصور الرمادي ، عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد ، عن سفيان ، عن عمار الدهني ، عن مسلم البطين ، به .
وهذا الإسناد صحيح ؛ مسلم البطين احتج به مسلم ، ووثقه أحمد وابن معين وأبوحاتم والنسائي وابن حبان ( تهذيب التهذيب 5 / 431 ) .
وعمار الدهني وثقه أحمد وابن معين وأبوحاتم والنسائي وابن حبان ( تهذيب التهذيب 4 / 255 ) .
وبقية رجاله ثقات .

وقد توبع أحمد بن منصور الرمادي ، فتابعه محمد بن معاذ ، عن أبي عاصم ، به .
أخرجه الحاكم في " المستدرك " ( 2 / 282 ) ، وقال : " صحيح على شرط الشيخين " ، ووافقه الذهبي .

وتابعهما محمد بن بشار ، عن أبي عاصم ، به .
أخرجه ابن خزيمة في " التوحيد " ( ص 107 ) .

وتابعهم الحسن بن علي ، عن أبي عاصم ، به .
أخرجه أبوجعفر بن أبي شيبة في " كتاب العرش " ( 61 ) .

وتابعهم أبومسلم الكجي ، عن أبي عاصم ، به .
أخرجه الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 5 / 251 ) ، والهروي في " الأربعين في دلائل التوحيد " ( 14 ) ، والطبراني في " كتاب السنة " ، ومن طريقه الضياء المقدسي في " الأحاديث المختارة " ( 10 / 311 / 332 ) .
أبومسلم الكجي وثقه الدارقطني ( سير أعلام النبلاء 13 / 424 ) ، وقال الذهبي ( 13 / 423 ) : " الشيخ الإمام الحافظ المعمر شيخ العصر " .

وقد اضطرب فيه أبومسلم فرواه مرة أخرى عن أبي عاصم ، عن سفيان ، عن عمار الدهني ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، به .
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 12 / 39 / 12404 ) ، ومن طريقه الضياء المقدسي في " الأحاديث المختارة " ( 10 / 310 / 331 ) .
وقال الهيثمي في " المجمع " ( 6 / 323 ) : " رواه الطبراني ، ورجاله رجال الصحيح " .
قلت : هذا الإسناد منقطع ؛ عمار الدهني لم يسمع من سعيد بن جبير كما قال أبوبكر بن عياش ( تهذيب التهذيب 4 / 255 ) .


وقد توبع عليه أبا عاصم نفسه فتابعه عليه من هذا الوجه ، عبدالرحمن بن مهدي ، عن سفيان ، عن عمار الدهني ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، به .
أخرجه عبدالله بن أحمد في " السنة " ( 2 / 454 / 1020 ) عن أبيه ، وأبوالشيخ في " العظمة " ( 2 / 584 / 28 ) عن محمد بن المثنى ، كلاهما عن ابن مهدي ، به .
وهذا الإسناد منقطع ، كما سبق .
وخالفهم أحمد بن حنبل ومحمد بن المثنى ، يعقوب بن إبراهيم فرواه عن ابن مهدي ، عن سفيان ، عن عمار الدهني ، عن مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، به .
أخرجه الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 5 / 251 ) .
ويعقوب بن إبراهيم هو ابن كثير مولى عبدالقيس ، احتج به الشيخان ، ووثقه النسائي وابن حبان ، وقال أبوحاتم : " صدوق " .


وتابع أبا عاصم عليه من الوجه الأول ، وكيع فرواه في " تفسيره " – كما في " تفسير ابن كثير " ( 1 / 457 ) – ، عن سفيان ، عن عمار الدهني ، عن مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، به .
وأخرجه عنه عبدالله بن أحمد في " السنة " ( 1 / 301 / 586 ) و ( 2 / 454 / 1021 ) ، و ابن خزيمة في " التوحيد " ( ص 108 ) ، وعثمان بن سعيد الدارمي في " نقض بشر المريسي " ( 1 / 400 و 412 و 423 ) ، والدارقطني في " الصفات " ( 37 ) ، والهروي في " الأربعين في دلائل التوحيد " ( 14 )، والخطيب في " تاريخ بغداد " ( 5 / 251 ) .
وهذا الإسناد صحيح .

وتابع سفيان ، قيس فرواه عن عمار الدهني ، عن مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، به .
أخرجه الفريابي – كما في " الدر المنثور " ( 2 / 17 ) – ، ومن طريقه أبوالشيخ في " العظمة " ( 2 / 582 ) .
وإسناده صحيح .

وخالف أبا عاصم الضحاك بن مخلد وعبدالرحمن بن مهدي ووكيع ، أبوأحمد الزبيري فرواه عن سفيان ، عن عمار الدهني ، عن مسلم البطين ، موقوفاً عليه من قوله .
أخرجه ابن جرير الطبري في " تفسيره " ( 3 / 16 ) .
وهذا الإسناد منكر ؛ أبوأحمد الزبير هو عبدالله بن الزبير ثقة ثبت إلا أنه قد يُخطئ في حديث الثوري كما في " التقريب " ( 2 / 95 ) ، وقد أخطأ في هذا الأثر .


وخالف أحمد بن منصور الرمادي ومحمد بن معاذ ومحمد بن بشار والحسن بن علي وأبومسلم الكجي ، شجاع بن مخلد فرواه في " تفسيره " – كما في " الرد على الجهمية " لابن منده ( ص 45 ) ، و " تاريخ بغداد " ( 5 / 251 ) ، و " تفسير ابن كثير " ( 1 / 457 ) ، و " البداية والنهاية " ( 1 / 13 ) – عن أبي عاصم ، عن سفيان ، عن عمار الدهني ، عن مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : سئل النبي – صلى الله عليه وسلم – عن قول الله – تعالى – { وسع كرسيه السموات والأرض } ، قال : " كرسيه : موضع قدمه ، والعرش لا يقدر قدره إلا الله – عز وجل – " .
وأخرجه عنه العقيلي في " الضعفاء " – كما في " تهذيب التهذيب " ( 2 / 482 ) ، و " تغليق التعليق " ( 4 / 186 ) ، و " فتح الباري " ( 8 / 47 ) – ، والطبراني في " كتاب السنة " – كما في " فتح الباري " ( 8 / 47 ) – ، وابن منده في " الرد على الجهمية " ( ص 44 ) ، وابن مردويه في " تفسيره " – كما في " تفسير ابن كثير " ( 1 / 457 ) – ، والخطيب في " تاريخ بغداد " ( 5 / 251 ) – ومن طريقه ابن الجوزي في " العلل المتناهية " ( 1 / 22 / 4 ) ، وأبوالحسن علي بن عمر الحربي في " فوائده " – كما في " فتح الباري " ( 8 / 47 ) – ، والضياء المقدسي في " الأحاديث المختارة " ( 10 / 311 – 310 / 333 ) ، وابن الجوزي في " العلل المتناهية " ( 1 / 22 / 4 ) .

قال ابن الجوزي : " هذا الحديث وهم شجاع بن مخلد في رفعه ، فقد رواه أبومسلم الكجي وأحمد بن منصور الرمادي كلاهما عن أبي عاصم فلم يرفعاه ، ورواه عبدالرحمن بن مهدي ووكيع كلاهما عن سفيان فلم يرفعاه بل وقفاه على ابن عباس ، وهو الصحيح .
وكان ابن عباس يفسر معنى الكرسي وأنه موضع قدمي الجالس ؛ ليخرجه عن قول من يقول : أن الكرسي بمعنى العلم " .

وقال العقيلي : " إن رفعه خطأ " .

وقال ابن كثير في " تفسيره " ( 1 / 457 ) : " وهو غلط " .
وقال في " البداية والنهاية " ( 1 / 13 ) : " والصواب أنه موقوف على ابن عباس " .

وقال ابن أبي العز في " شرح العقيدة الطحاوية " ( ص 369 ) : " وقد روي مرفوعاً ، والصواب أنه موقوف على ابن عباس " .
وقال ( ص 371 ) : " والظاهر أنه من جراب الكلام المذموم " .

قلت : شجاع بن مخلد وإن كان ثقة – فقد وثقه أحمد وابن معين وأبوزرعة وابن حبان ( تهذيب التهذيب 2 / 482 ) – إلا أنه قد خالفه من هو أوثق منه فرووه موقوفاً على ابن عباس كما سبق .


الخلاصة :
يتلخص مما سبق أن ما روي عن ابن عباس أن كرسيه علمه منكر ، والمحفوظ عنه أنه قال : " الكرسي : موضع القدمين " ، وعندي أن عمار الدهني كان يرويه على الوجهين متصلاً ومرسلاً ، هذا إن لم نرجح المتصل .
وقد رجح ابن جرير الطبري في " تفسيره " ( 1 / 17 ) تفسيره بالعلم ، وإنا لله وإنا إليه راجعون ، وسيكون لنا بحث في الرد عليه وبيان أن معنى الكرسي هو موضع القدمين .

وأقول : إن مثل هذا لا يُقال من قِبل الرأي ، وابن عباس لم يكن من المكثرين من الأخذ عن أهل الكتاب ، ولكن عندي أن هذا الأثر ليس حكم الرفع ؛ لأن ذلك المعنى معروف في لغة العرب ، وراجع " لسان العرب " ( 6 / 194 ) .

وله شاهد عن أبي موسى الأشعري قال : " الكرسي موضع القدمين ، وله أطيط كأطيط الرحل " .
أخرجه ابن جرير الطبري في " تفسيره " ( 3 / 15 ) ، وعبدالله بن أحمد في " السنة " ( 1 / 302 – 303 / 588 ) ، وأبوجعفر بن أبي شيبة في " كتاب العرش " ( 60 ) ، وأبوالشيخ في " العظمة " ( 3 / 627 / 56 ) ، والبيهقي في " الأسماء والصفات " ( ص 509 – 510 ) .
من طريق عبدالصمد بن عبدالوارث ، قال : ثني أبي ، قال : ثني محمد بن جحادة ، عن سلمة بن كهيل ، عن عمارة بن عمير ، عن أبي موسى ، قال : " الكرسي : موضع القدمين ، وله أطيط كأطيط الرحل " .

قال الألباني في " مختصر العلو " ( ص 124 ) : " إسناده موقوف صحيح " .

قلت : بل ضعيف ؛ فإن رجاله ثقات رجال الشيخين ، ولكن عمارة بن عمير لا يُعرف له رواية عن أبي موسى ، وإنما يروي عن ابنه إبراهيم .

وأما قول الكوثري في " التعليق على الأسماء والصفات " ( ص 510 ) : " ذكره البخاري في الضعفاء " .
فقد تعقبه الألباني يقوله : " كذا قال ، هو خطأ محض ، ولست أدري إذا وقع ذلك منه سهواً أم عمداً ، فالرجل قد بلونا منه المغالطة التي تشبه الكذب نفسه ، كما بين ذلك العلامة اليماني في رده العظيم عليه المسمى : " التنكيل بما جاء في تأنيب الكوثري من الأباطيل " ، أقول هذا لأن عمارة بن عمير تابعي ثقة اتفاقاً ، وقد أخرج له الشيخان في " صحيحيهما " ، وقال الحافظ : " ثقة ثبت " ، ومثله لا يمكن أن يخفى على مثل الكوثري ، وليس هو في " ضعفاء البخاري " كما زعم ، وإنما فيه عمارة بم جوين وهذا متروك ! فغفرانك اللهم " . ا هـ .

وعبدالصمد بن عبدالوارث صدوق صالح الحديث كما قال أبوأحمد الحاكم ( تهذيب التهذيب 3 / 455 ) .

ولكن الأثر ثابت عن أبي موسى فقد عزاه ابن حجر في " الفتح " ( 1 / 47 ) ، والسيوطي في " الدر المنثور " ( 2 / 17 ) ، إلى ابن المنذر ، وقال ابن حجر : " إسناده صحيح " .

وله شاهدين مرفوعين ، عن أبي هريرة وأبي ذر .

فأما حديث أبي هريرة فد رواه ابن مردويه في " تفسيره " – كما في " تفسير ابن كثير " ( 1 / 457 ) – من طريق الحكم بن ظهير الفزاري الكوفي ، عن السدي ، عن أبي ، عن أبي هريرة ، مرفوعاً .

قال ابن كثير : " لا يصح " .

قلت : هذا الإسناد منكر جداً ؛ الحكم بن ظهير قال البخاري : " متروك الحديث ، تركوه " ، وقال أبوحاتم : " متروك الحديث ، لا يكتب حديثه " ، وقال أبوزرعة : " واهي الحديث ، متروك الحديث " ، وقال ابن معين : " ليس بثقة " ( تهذيب التهذيب 1 / 575 ) .

وقد خالفه أسباط بن نصر فرواه عن السدي موقوفاً .
أخرجه ابن جرير الطبري في " تفسيره " ( 1 / 14 ) .
وهذا أصح ، ولكنه ضعيف أيضاً ؛ فإن أسباط صدوق كثير الخطأ كما في " التقريب " ( 1 / 76 ) .

وقد خالفهما إسرائيل فرواه عن السدي ، عن أبي مالك في قوله – عز وجل – : { وسع كرسيه السموات والأرض } ، قال : " إن الصخرة التي تحت الأرض السابعة ومنتهى الخلق على أرجائها أربعة من الملائكة ، لكل مالك منهم أربعة وجوه وجه إنسان ، ووجه أسد ، ووجه نسر ، ووجه ثور ، فهم قيام عليها ، قد أحاطوا ، وضوء والسموات ورؤوسهم تحت الكرسي ، والكرسي تحت العرش " ، قال : " وهو واضع رجليه – تبارك وتعالى – على الكرسي " .
أخرجه عبدالله بن أحمد في " السنة " ( 1 / 303 / 589 ) حدثني أبي ، نا رجل ، ثنا إسرائيل ، به .
وإسناده ضعيف ؛ لجهالة شيخ أحمد فيه .

وأما حديث أبي ذر فرواه أبوالشيخ في " العظمة " ( 2 / 587 / 31 ) من طريق أصبغ بن الفرج ، قال : سمعت عبدالرحمن بن زيد بن أسلم ، يقول عن أبيه : إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : " ما السموات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس " ، قال ابن زيد : فقال أبوذر – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – : " ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهري فلاة من الأرض ، والكرسي موضع القدمين " .

وهذا الإسناد رجاله ثقات سوى عبدالرحمن بن زيد بن أسلم قال ابن معين : " ليس حديثه بشيء " ، وقال أبوحاتم : " ليس بقوي في الحديث ، كان في نفسه صالحاً ، وفي الحديث واهياً " ، وقال أبوزرعة : " ضعيف " ، وقال ابن الجوزي : " أجمعوا على ضعفه " ( تهذيب التهذيب 3 / 363 – 364 ) .

وأخرجه ابن جرير الطبري في " تفسيره " ( 1 / 16 ) من طريق ابن وهب ، عن ابن زيد ، به ، ولكنه لم يذكر : " والكرسي موضع القدمين " .

وحديث أبي ذر بدون هذه اللفظة له طرق لا تزيده إلا وهناً ، خلافاً لمن صححه من الأفاضل ، بيناها في موضع آخر .


وللفائدة :
فعن العباس بن محمد الدوري ، قال : سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام ، وذكر الباب الذي يروى فيه : حديث الرؤية والكرسي موضع القدمين ..... فقال : " هذه أحاديث صحاح ، حملها أصحاب الحديث والفقهاء بعضهم عن بعض ، وهى عندنا حق لا شك فيها ، ولكن إذا قيل كيف وضع قدمه وكيف ضحك ؟ قلنا : " لا يُفسر هذا ، ولا سمعنا أحداً يفسره " .
أخرجه ابن منده في " التوحيد " ( 3 / 116 / 522 ) ، الدارقطني في " الصفات " ( 57 ) ، والخلال في " السنة " ( 311 ) ، والآجري في " التصديق بالنظر " ( 11 ) أو " الشريعة " ( 2 / 10 / 622 ) ، وأبوعبدالله الدقاق في " مجلس إملاء في رؤية الله " ( 7 ) ، واللالكائي في " شرح أصول اعتقاد أهل السنة " ( 3 / 526 / 928 ) .

وقال أبونعيم في " محجة الواثقين " – كما في " مجموعة الفتاوى " ( 5 / 60 ) – : " وليس كرسيه علمه كما قالت الجهمية " .

والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه وسلم .

وكتب
أبوالمنهال محمد بن عبده آل محمد الأبيضي
ليلة الاثنين 28 / رجب / 1425
مصر - الإسكندرية

Ash’aris/Maturidis – Is the Qur’an Speech or Meaning?

Ash’aris/Maturidis – Is the Qur’an Speech or Meaning?

Posted on September 13, 2006. Filed under: 202 - Advanced Asma wa Sifaat |

The statement,

The Maturidiyyah and the Ashaairah are of the opinion that Allah’s Speech refers to the ma’aani (meaning and message) not the sound and letters

is slightly inaccurate.

The Ash’aris and the Maturidis believe that Allah speaks without sound and letters. However, they both believe that Allah’s Speech is Ma’nan Wahid and not Ma’aani. Meaning, Allah’s Speech is one whole entity of meaning (not meanings), which is indivisible. What this necessitated by this is that Allah’s command has the same meaning as Allah’s prohibition; as it also necessitated that when this ‘one meaning’ is rendered into Hebrew it becomes the Torah, and when rendered into Arabic, it becomes the Quran.

Hence, if the Quran is translated into Hebrew, it becomes the Torah, and when the Torah translated into Arabic, it becomes the Quran, because they will have ‘one indivisible meaning’.

If Allah does not Speak with letters, who said Alif-Laam-Meem?

The Maturidis say that Alif-Laam-Meem is not Allah’s Speech. It is only a Hikaya (exact paraphrasing of Allah’s Speech).

The Ash’aris found this blasphemous and anthropomorphic that Allah’s Speech be paraphrased exactly (Hikaya), so they used the word ‘Ibara instead. ‘Ibara signifying that the paraphrasing is close but not exact.

Point being, both the Ash’aris and the Maturidis believe that Allah did not say Alif-Laam-Meem.

The Muslims with a sound fitra and iman believe that every letter of the Quran is Allah’s literal Speech.

The ‘sound and letter’ controversy only began at the time of Imam Ahmad b. Hanbal. This is why Imam Ahmad categorically refuted Ibn Kullab and declared him a heretic. There are too many narrations to deny from Imam Ahmad affirming that Allah Speaks with sound and letters. Plus, we have scholars of various Madhabs such as al-Sijzi dedicating works just to establish that Quran is Allah’s Speech which is composed of sound and letters.

The Salaf believed what Imam Ahmad kept uttering:

al-Quran Kalamullah Ghayr Makhluq

The Quran (which is composed of letters) IS Allah’s Speech, which is NOT crated.

‘Abd Allah said: I asked my father (Ahmed ibn Hanbal) about a people who say: When Allah spoke to Musa, He did not speak with a sound. My father replied: In fact, your Lord spoke with a sound, for we narrate these Ahadeeth as they have reached us.

My father said: the Jahmiyya deny this fact. (al-Sunnah 70-271)

Abu Ya’la said: Imam Ahmad explicitly stated in narrations collected by a group of his students that Allah speaks with a sound (Ibtal al-Ta’wilat)

http://aqeedah.wordpress.com/2006/09/13/asharismaturidis-is-the-quran-speech-or-meaning/

Thursday, May 27, 2010

مواقف العلماء الآخرين من المذهب الأشعري



مواقف العلماء الآخرين من المذهب الأشعري


1- موقف أبي نصر السجزي من الأشعرية:
فهذا أبو نصر السجزي: علم من أعلام السنة ومن المشهود لهم بالحفظ وأتباع السنة ينقد الأشعرية نقدا شديدا ويصرح بأن الناس لم يزالوا على سنة حتى جاء الأشعري.
قال: "اعلموا أرشدنا الله وإياكم، أنه لم يكن خلاف بين الخلق على اختلاف نحلهم من أول الزمان إلى الوقت الذي ظهر فيه ابن كلاب والقلانسي والصالحي والأشعري وأقرانهم الذين يتظاهرون بالرد على المعتزلة، وهم معهم بل أخس حالا منهم في الباطن. وصرح بأن "المعتزلة مع سوء مذهبهم أقل ضرراً على عوام السنة من هؤلاء".
واتهم الأشعري بأنه كان يجعل أسماء الله تسميات ويهرب من اعتبارها أسماء. وكان يتلاعب في موقفه من القرآن فيعتقد بأنه عبارة، وأن حروفه شيء آخر غير ما تكلم الله به. وأن قول الأشعرية في القرآن حيرة يدعون قرآنا ليس بعربي وأنه الصفة الأزلية، وأما هذا النظم العربي فمخلوق عندهم. ويقولون الإيمان التصديق".
وشدد على أنه ينبغي تأمل قول الكلابية والأشاعرة في الصفات ليعلم أنهم غير مثبتين إلها في الحقيقة. واحتج بما رواه محمد بن عبدالله المالكي المغربي وكان فقيها صالحا عن الشيخ أبي سعيد البرقي وهو من شيوخ فقهاء المالكيين ببرقة عن أستاذه خلف المعلم وكان من فقهاء المالكيين أيضا أنه قال: أقام الأشعري أربعين سنة على الاعتزال ثم أظهر التوبة فرجع عن الفروع وثبت على الأصول. وهذا كلام خبير بمذهب الأشعري وغوره.وانتهى إلى تلك الوصية: "ينبغي أن ينظر في كتب من درج وأخبار من سلف: هل قال أحد منهم إن الحروف ليست من كلام الله؟ فإن جاء ذلك عن أحد من الأوائل والسلف قبل مخالفينا الكلابية والأشعرية: عذروا في موافقتهم إياه" .
. وكان الناس يقاطعون من يتمذهب بهذا المذهب الكلامي. فقد انقطع الناس عن أبي عصرون – من علماء الأشاعرة – فقال لهم: لماذا انقطعتم عني؟ قالوا: إن أناساً يقولون: إنك أشعري. فقال: والله ما أنا بأشعري" .
.
.
. ووصف الأشعرية بالفرقة الضالة .
.
.
مع أنهم يصفون ابن الجوزي بأنه من منزهة الحنابلة.
كذلككذلك انتقد ابن الجوزي أبا حامد الغزالي كثيراً والقشيري صاحب الرسالة القشيرية والفتنة البغدادية – وكلاهما أشعريان – فقال "وجاء عبدالكريم بن هوازن القشيري وصنف لهم كتاب (الرسالة) فذكر فيها العجائب من الكلام في الفناء (أي في الله) والقبض والبسط والجمع والتفرقة والصحو والمحو والسكر والشرب والمكاشفة واللوائح والطوالع واللوامع والتكوين والتمكين والحقيقة والشريعة وغير ذلك من التخليط الذي ليس بشيء" .
واعتبر ابن الجوزي أن أساس البدع دخلت على الأمة من طريقين:
. ويعني بهم الصوفية.
.
فهذا الجيلاني يقرن الأشاعرة بالمعتزلة.
قائلا: ألا ترى أن الأشعري لما بالغ في التنزيه وشدد فيه لزمه نفي كثير من الصفات التي أثبتها السمع حتى قارن المعطلة، فلم يبق للاستواء المنصوص عنده مصداق، وصار نحو ذلك كله من باب المجازات عنده، فالقرآن يأبى عما يريده الأشعري من تنزيهه هذا".
أضاف "وقد نقلنا لك أننا لم نجد تعبيراً في القرآن أزيد إيهاماً من قوله تعالى {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ} [طه: 14] ومن قوله {بُورِكَ مَن فِي النَّارِ}[النمل: 8] وكان ذلك مسموعاً، فالأشعري يزعمه خلاف التنزيه قلت: فعليه أن يكره هذا التعبير أيضاً ولكن القرآن قد أتى به ولم يبال بذلك الإيهام، ولا أراه مخالفاً للتنزيه..."."وبالجملة قد ثبت إسناد كثير من الأشياء في السمع ولا يرضى الأشعري إلا بقطعها عن الله تعالى، مع أن القرآن على ما يظهر لا يسلك مسلك تلك التنزيهات العقلية" .
وهذا اعتراف منه بأن إثبات الصفات ليس تشبيهاً، وهو كلام جيد، غير أن الرد على الأشعري والسكوت عن الماتريدي ليس من الإنصاف، لأن الكشميري ما تريدي، والتأويل سائغ في مذهبهم. وكلامه هذا حجة على الماتريدية أيضاً.

- ومن المعاصرين أبو الفضل أحمد بن الصديق الغماري – أخو عبدالله الغماري – الذي قال عند تفسير قوله تعالى {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ} [المائدة: 64]. "وأما الأشعرية فأنكرت أن تكون لله يد بالمرة، فهم أظلم منهم، وزعموا أن من قال لله يد وعين وقدم: مشبه ومجسم، وحرفوا معنى قوله تعالى {بِأَعْيُنِنَا} [هود: 37] بالحفظ والقدرة، وهو خلاف الحق ومذهب السلف، فكانوا في ذلك أعلم من الله الذي أثبت ذلك لنفسه على المعنى الذي أراده، لا على معنى الجارحة الذي فهمه الأشعرية وغيرهم من المؤولة، وضل من قال "قدرتاه مبسوطتان" فإنه ليس من المعهود أن يطلق الله على نفسه معنى القدرة بلفظ التثنية، بل بلفظ الإفراد الشامل لجميع الحقيقة كقوله تعالى {أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً} [البقرة: 165].وقال في تفسير قوله تعالى {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف: 54] قال: "استواء يعلمه الله تعالى، ويجب علينا الإيمان به وتسليم معناه لله ورسوله، لا استولى كما يقول الأشعرية المبتدعة تعالى الله عن قولهم وعن مذهبهم علواً كبيراً" .
كل هؤلاء انتقدوا المذهب الأشعري، بينما لم ينتقدوا مذهب أحمد والشافعي في العقائد، مما يؤكد أن الأشعري لم يكن علما من أعلام السنة.
يرد على من زعم أن الأشعرية هم أهل السنة
2- شيخ الإسلام الهروي:لقد بالغ الهروي في ذم المذهب الأشعري حتى قال: بأن ذبائح الأشعري لا تحل" 3- ابن خويز منداد فقيه المالكية:وقال مالك "لا تجوز شهادة أهل البدع" وذكر حافظ المغرب وفقيهها ابن عبدالبر بسنده عن فقيه المالكية أبي بكر بن خويزمنداد أنه قال معلقاً على قول مالك "لا تجوز شهادة أهل البدع والأهواء" قال: "أهل الأهواء عند مالك وسائر أصحابنا هم أهل الكلام، فكل متكلم فهو من أهل الأهواء والبدع، أشعرياً كان أو غير أشعري ولا تقبل له شهادة في الإسلام أبداً، ويهجر ويؤدب على بدعته" 4- السيوطي ينتقد الكلام وأهله:لقد كتب السيوطي كتاب (صون المنطق والكلام عن فن المنطق والكلام) وروى من طريق أبي عبدالله الحاكم قال: سمعت أبا زيد الفقيه المروزي يقول: أتيت أبا الحسن الأشعري بالبصرة فأخذت عنه شيئاً من الكلام فرأيت من ليلتي في المنام كأني عميت فقصصتها على المعبر، فقال: إنك تأخذ علماً تضل به، فأمسكت عن الأشعري، فرآني في الطريق فقال لي: يا أبا زيد، أما تأنف أن ترجع إلى خراسان عالماً بالفروع جاهلا بالأصول، فقصصت عليه الرؤيا فقال: اكتمها عليّ ههنا" 5- موقف ابن حزم:لقد تعجب ابن حزم من الأحوال التي يقول بها الأشاعرة حيث يقولون: "إن ههنا أحوالا لا مخلوقة ولا غير مخلوقة ولا معلومة ولا مجهولة ولا حق ولا باطل وأن الناس ليست حارة والثلج ليست باردة" 6- انتقاد السرهندي الفاروقي للأشعرية:وانتقد السرهندي الفاروقي النقشبندي مذهب الأشعري في القدر واعتبر مذهبه داخلا في دائرة الجبر الحقيقي، وأن كثيرين من ضعيفي الهمة يحتجون بقدر الأشعري ويميلون إلى مذهبه لهذا السبب 7- انتقاد السرهندي للماتريدية كذلك:وانتقد السرهندي المذهب الماتريدي أيضا فقال: "يا ليت شعري! ماذا أراد أصحابنا الماتريدية من قولهم باستقلال العقل في بعض الأمور كإثبات وجود الصانع تعالى ووحدانيته، حتى كلفوا من نشأ في شاهق الجبل وعبد الصنم بهما، وإن لم تبلغه دعوة الرسول، وحكموا بترك النظر فيهما بكفره وخلوده في النار، ونحن لا نفهم الحكم بالكفر والخلود في النار إلا بعد البلاغ المبين والحجة البالغة المنوطة بإرسال الرسل" 8- أبو الفرج ابن الجوزي يوبخ الأشعريانتقد ابن الجوزي أبا الحسن الأشعري لأنه فتح على الناس باباً أدى إلى النزاع على العقائد والاختلاف في القرآن. فقال "لم يختلف الناس حتى جاء علي بن إسماعيل الأشعري، فقال مرة بقول المعتزلة، ثم عن له فادعى أن الكلام صفة قائمة بالنفس، فأوجبت دعواه هذه أنا ما عندنا مخلوق" 1) الفلسفة التي عكف عليها خلق من العلماء لم يقنعوا بما قنع به النبي صلى الله عليه وسلم حتى خاضوا في الكلام الذي حملهم على مذاهب ردية أفسدوا بها العقائد. ثم انتقد أبا الحسن الأشعري لأنه فتح على الناس باباً أدى إلى النزاع على العقائد والاختلاف في القرآن فتارة يقول بقول المعتزلة وتارة يزعم أن الكلام صفة قائمة بنفس الله فأوجبت دعواه أن القرآن مخلوق".2) الرهبنة حيث أخذ خلق من المتزهدين عن الرهبان طريق التقشف" 9- الشيخ عبدالقادر الجيلاني:انتقد الشيخ عبدالقادر الجيلاني قول الأشاعرة إن كلام الله معنى قائم قديم بالنفس. وقال: "ينبغي إطلاق صفة الاستواء من غير تأويل، وأنه استواء الذات على العرش، لا على معنى العلو (أي علو المنزلة) والرفعة كما قالت الأشعرية، ولا على معنى الاستيلاء كما قالت المعتزلة. وأنه تعالى ينزل في كل ليلة إلى السماء الدنيا كيف شاء لا بمعنى نزول الرحمة وثوابه على ما ادعت المعتزلة والأشعرية" 10- محمد أنور الكشميري:كذلك انتقده الشاه محمد أنور الكشميري الحنفي 11- أحمد بن الصديق الغماري
موقف ابن حزم من المذهب الأشعري لعبدالرحمن دمشقية - ص 7
http://www.dorar.net/enc/firq/379

موقف الحافظ أحمد بن الصديق الغماري من الأشاعرة


موقف الحافظ أحمد بن الصديق الغماري من الأشاعرة

قال الحافظ أحمد بن الصديق الغماري.في كتابه/الاقليد في تنزيل كلام الله تعالى على أهل التقليد/.
قال عند تفسيره لقول الله تعالى*وقالت اليهود يد الله مغلولة*


[وأما الأشعرية فانكرت أن تكون لله يد بالمرة فهم أظلم منهم.وزعمو أن من قال أن لله يد وعين وقدم.مشبه مجسم وحرفوا معنى قول الله تعالى*باعيننا*بالحفظ والقدرة.وهو خلاف الحق ومذهب السلف.فكانوا في ذلك اعلم من الله الذي أثبت ذلك لنفسه على المعنى الذي أراده لا على معنى الجارحة كما فهمه الأشعرية والمؤولة. وضل من قال *قدرتاه مبسوطتان*فانه ليس من المعهود ان يطلق الله على نفسه معنى القدرة بلفظ التنثنية بل بلفظ الافراد الشامل لجميع الحقيقةكقوله*ان القوة لله جميعا*].


وقال عند قوله تعالى*ثم استوى على العرش*


[استواءا يعلمه الله.ويجب علينا الايمان به وتسليم معناه لله ورسوله.لا استولى كما يقول الأشعرية المبتدعة تعالى الله عن قولهم وعن مذهبهم علوا كبيرا]



وجاء في كتاب/الجواب المفيد للسائل المستفيد/للغماري.طبع دار الكتب العلمية.ص11و12



[أما عقيدة الأشعرية.فخلاف مجرد لما جاء عن الله ورسوله.بل وسائر رسله في توحيد الله وصفاته.وهم من الفرق الاثنين والسبعين بلا شك وان سموا أنفسهم أهل السنة والجماعة ظلما وزورا وعدوانا وادعوا أن مذهب السلف أسلم ومذهبهم أعلم وأحكم وفي الحقيقة هو أفسد وأجهل وأظلم.
ومن العجيب أنهم لما رأوا أن مذهبهم مخالف لما ورد عن الصحابة رضي الله عنهم الذين شهد لهم في كتابه أنهم خير الأمة وأنهم الصادقون ادعوا أن مذهبهم هو ما كانت عليه بواطن الصحابة كما يقول مجنون الأشاعرة التاج السبكي صاحب جمع الجوامع فيا لله العجب من أخبره عن بواطن الصحابة ومن أمره باتباع بواطنهم دون ظواهرهم.
ومن جوز له أن يتهم الصحابة بالنفاق و الكتمان وخلاف بواطنهم لظواهرهم حاشاهم من ذلك فانهم ما قاتلوا الناس ولا فارقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الا على ما كانوا يدعون اليه بظواهرهم دون ما يفتريه المجرمون على بواطنهم.ومعاذ الله أن تكون بواطن الصحابة منطوية على فلسفة العجم ومنطق اليونان الذيين اتفق السلف الصالح وانعقد اجماعهم على تحريم الاشتغال بهما.وضلال معتقد ما جاء فيهما.
ومعاذ الله ان يكون الصحابة يعبدون ربا لاوجود له في الخارج.وانما وجوده في الدهن واللسان كاله الأشعرية الذي ليس هو داخل العالم ولا خارج العالم..والعقول مجمعة على استحالة وجود موجود بهذه الصفة الى غير ذلك من طاماتهم التي لو ظهرت في زمان الصخابة لحاربوهم.وقاتلوهم عليها.كما ق4اتلوا من هم دونهم بمراحل كالخوارج وأشباههم.فكيف تكون بواطنهم منطوية على هذا الضلال]

ومن أراد التوسع فعليه بكتاب *جؤنة العطار* للمؤلف

Wednesday, May 26, 2010

فرقة الأحباش: نشأتها - عقائدها - آثارها


http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1241



* عنوان الكتاب: فرقة الأحباش: نشأتها - عقائدها - آثارها
* المؤلف: سعد بن علي الشهراني
* نبذة عن الكتاب: دار عالم الفوائد - الطبعة الأولى - 1433- 2 مجلد
* تاريخ إضافته: 15 / 10 / 2008
* شوهد: 1285 مرة
* التحميل المباشر: اضغط هنا

al-Baaqillaani affirms TWO eyes for Allah & Uluw

On page 23 of al-Insaf (as attached), al-Baaqillaani affirms TWO eyes for Allah. Now all what the Jahmi editor al-Kawthari could do is sit there in his footnotes and basically claim that al-Baaqillaani is wrong. If the Ash`aris want to use Ibn 'l-Jawzi to refute the Hanaabilah in this issue of two eyes, we have someone closer to hearts of the Ash`aris to refute the Ash`aris in this same issue of two eyes.

In fact, in al-Ibaanah of his, he says something no Ash`ari would even dream uttering:
والباقلاني ذكر نص كلامه الإخوة ومنه قوله في كتاب (( الإبانة )) : (( فإن قيل : هل تقولون إنه في كل مكان؟ ؛قيل له : معاذ الله ، بل هو مستو على عرشه ، كما أخبر في كتابه وقال ( الرحمن على العرش استوى ) وقال ( إليه يصعد الكلم الطيب ) ، وقال ( أأمنتم من في السماء )، ولو كان في كل مكان ، لكان في بطن الإنسان ، وفمه ، والحشوش ، ولوجب أن يزيد بزيادات الأماكن ، إذا خلق منها ما لم يكن ، ولصح أن يرغب إليه إلى نحو الأرض ، وإلى خلفنا ، وإلى يميننا ، وشمالنا ، وهذا قد أجمع المسلمون على خلافه وتخطئة قائله)) وبنحوه في التمهيد (ص: 260) تحقيق مكارثي وينظر موقف ابن تيميه 2/538
If it is said: 'Do you say that Allah is everywhere?', he would be told, 'We seek Allah's refuge! He is rather risen on His Throne as He informed us in the Quran.... Had He been everywhere, He would have been in the humans' stomachs and mouths... and it would have been correct that one could make Dua [with the hands] facing the earth, or behind, or to the right, or to the left. Such a person is considered incorrect by the consensus of the Muslims...
ملتقى أهل الحديث - عرض مشاركة واحدة - ماهي عقيدة الإمام البيهقي - رحمه الله-
(for something similar, see 17/557-8 in al-Dhahabi's quote from al-Baaqillaani in his Siyar A`laam 'l-Nubalaa', http://ia361304.us.archive.org/1/items/saanz/17.pdf)

Monday, May 24, 2010

الحبشي يحرف قول أبي حنيفة

الحبشي يحرف قول أبي حنيفة
نقل الحبشي قول أبي حنيفة "من قال لا أعرف ربي في السماء أو في الأرض فقد كفر، وكذا من قال أنه على العرش ولا أدري: العرش في السماء أو في الأرض". قال الحبشي "إنما كفّر أبو حنيفة قائل هاتين العبارتين لأنه جعل الله في جهة وحيز"(1). وهذا توجيه باطل.
وإذا رجعنا إلى نص الرواية عن أبي حنيفة لوجدناه على عكس ادعاء الحبشي حيث نجد أن أبا حنيفة حكمَ بِكُفرِ من ينكر أن الله في السماء، وعبارته كالآتي:
قال أبو حنيفة "من قال لا أعرف ربي: في السماء أو في الأرض فقد كفر، وكذلك من قال: إنه على العرش ولا أدري: العرش في السماء أو في الأرض؟ لأن الله تعالى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}(2).
قيل له: فإن قيل: إن الله تعالى على العرش استوى ولكن (القائل) يقول: لا أدري: ألعرش في السماء أم في الأرض؟
قال: هو كافر لأنه أنكر كون العرش في السماء لأن العرش في أعلى عليين(3)، والله تعالى يُدعى من أعلى لا من أسفل، لأن الأسفل ليس من وصف الربوبية في شيء. انتهى.

(1) الدليل القويم 54.
(2) انظر الفقه الأكبر 36 – 37 والعلو للذهبي 101.
(3) كما في نسخة الكوراني

Sunday, May 23, 2010

نفي الأشاعرة لعلو الله تعالى



نفي الأشاعرة لعلو الله تعالى
قال البيجوري في شرح الجوهرة في شرح قول الناظم "ويستحيل ضد ذي الصفات ... في حقه كالكون في الجهات": (فليس –أي الله تبارك وتعالى- فوق العرش ولا تحته، ولا عن يمينه ولا عن شماله ... فليس له فوق ولا تحت، ولا يمين ولا شمال ..) اهـ. شرح جوهرة التوحيد (ص163).
وقال الغزالي في "الاقتصاد في الاعتقاد": (ندعي – أي الأشاعرة - أنه ليس في جهة مخصوصة من الجهات الست .... فإن قيل: فنفي الجهة يؤدي إلى المحال وهو إثبات موجود تخلو عنه الجهات الست، ويكون لا داخل العالم ولا خارجه ولا متصلاً به ولا منفصلاً عنه وذلك محال ....) ثم أجاب عن هذا مؤكداً عدم امتناع اتصاف الله بما ذُكر.الاقتصاد في الاعتقاد (ص74-81).
وقال الشهرستاني في "نهاية الإقدام في علم الكلام": (فإنا نقول: ليس بداخل العالم ولا خارج) اهـ. نهاية الإقدام على علم الكلام (ص67).
وقال التفتازاني: (وإذا لم يكن –أي الله تعالى- في مكان: لم يكن في جهة، لا علو، ولا سفل، ولا غيرهما ..) اهـ.شرح العقائد النسفية (ص32-33).

ابن عربي يشهد بأن نافي الإينية عن الله ( أين الله ) عز وجل ناقص الايمان !!

ابن عربي يشهد بأن نافي الإينية عن الله ( أين الله ) عز وجل ناقص الايمان !!


قال في الفتوحات المكية : (( وأما من نفى عنه إطلاق الأينية من أهل الإسلام فهو ناقص الإيمان فإن العقل ينفي عنه معقولية الأينية والشرع الثابت في السنة لا في الكتاب قد أثبت إطلاق لفظ الأينية على الله فلا تتعدى ولا يقاس عليها وتطلق في الموضع الذي أطلقها الشارع .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للسوداء التي ضربها سيدها أين الله فأشارت إلى السماء فقبل إشارتها وقال أعتققها فإنها مؤمنة فالسائل بالأينية أعلم الناس بالله تعالى وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم وتأول بعض علماء الرسوم إشارتها إلى السماء وقبول النبي صلى الله عليه وسلم ذلك منها لما كانت الآلهة التي تعبد في الأرض وهذا تأويل جاهل بالأمر غير عالم وقد علمنا أن العرب كانت تعبد كوكبا في السماء يسمى الشعرى سنه لهم أبو كبشة وتعتقد فيها انها رب الأرباب هكذا وقفت على مناجاتهم إياها ولذلك قال تعالى وأنه هو رب الشعرى فلو لم يعبد كوكب في السماء لساغ هذا التأويل لهذا المتأول وهذا أبو كبشة الذي كان شرع عبادة الشعرى هو من أجداد رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمة ولذلك كانت العرب تنسب رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه فتقول ما فعل ابن أبي كبشة حيث أحدث عبادة إله واحد كما أحدث جده عبادة الشعرى )) [ ص 167 - 168 / 3 ]

Saturday, May 22, 2010

نقولات عن السلف الصالح و اهل العلم في علو الله تعالى < 100

نقولات عن السلف الصالح و اهل العلم في علو الله تعالى على عرشه و فوقيته على خلقه


نقولات عن السلف الصالح و اهل العلم في علو الله تعالى على عرشه و فوقيته على خلقه

أبو عبد الله الاثري



و بعد

فهذا موضوع كنت قد نشرته في عدة منتديات ,و أعيد نشره هنا ليستفيد منه اخواني الأفاضل , و كان هدفي ان انقل نقولات أهل العلم من القرن الهجري الاول الى عصرنا هذا في علو الله تعالى على عرشه و انه فوق سماواته كما أخبر تعالى في كتبه و اخبرت رسله , من كلام اهل العلم الثقات , من أئمة السلف و اتباعهم و كذا من ائمة الفرق الأخرى , الا ان المشاغل قد حالت دون ذلك فلم أصل الا الى القرن الخامس الهجري , و لعلي انشط و اكمل هذا الموضوع في وقت لاحق بإذن الله تعالى




1- حميد بن ثور , أبو المثنى الهلالي , ممن أدرك النبي صلى الله عليه و سلم , روى الزبير بن بكار عن أبيه أن حميد بن ثور وفد على بعض بني أمية فقيل ما جاء بك فقال :
أتاكَ بي الله الذي فوق عرشه ** وخيرٌ ومعروفٌ عليك دليل
( تاريخ الإسلام حوادث ووفيات 60 – 81 هـ , ص / 111 )

2- الصحابي الجليل إبن عباس – رضي الله عنهما - حيث روى إنه دخل على عائشة رضي الله عنها وهي تموت فقال لها كنت أحب نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن يحب إلا طيباً وأنزل براءتك من فوق سبع سماوات . ( أخرجه الدارمي في الرد على الجهمية بسند حسن ) .

3-وقال أيضا : في قوله تعالى ( ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ): « لم يستطع أن يقول من فوقهم ؛ علم أن الله من فوقهم » ( رواه اللالكائي في شرح أصول السنة بسند حسن ) .

4-أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها . عن أنس رضي الله عنه أنها كانت تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فتقول : زوجكن أهاليكن وزوجني الله تعالى من فوق سبع سماوات . ( أخرجه البخاري ) .

5 - قال الصحابي الجليل ابن مسعود رضي الله عنه : ( العرش فوق الماء والله فوق العرش لا يخفى عليه شيء من أعمالكم . ( أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات بسند حسن ) .

6- قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : وأيم الله إني لأخشى لو كنت أحب قتله لقتلت – تعني عثمان – ولكن علم الله من فوق عرشه إني لم أحب قتله . ( أخرجه الدارمي في الرد على الجهمية بسند صحيح ) .

7- الصحابي الجليل عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما . عن زيد بن أسلم قال : مر ابن عمر براعٍ فقال هل من جزرة فقال : ليس هاهنا ربها فقال ابن عمر : تقول له أكلها الذئب , قال : فرفع رأسه إلى السماء و قال : فأين الله ؟ فقال ابن عمر أنا والله أحق أن أقول اين الله فاشترى الراعي والغنم فأعتقه وأعطاه الغنم . ( أخرجه الذهبي في العلو ) .

8- التابعي الجليل مسروق . كان مسروق إذا حدث عن عائشة رضي الله عنها , قال حدثتني الصديقة بنت الصديق حبيبة حبيب الله المبرئة من فوق سبع سماوات . ( أخرجه الذهبي في العلو وقال إسناده صحيح ) .

8- قال أيوب السختياني : إنما مدار القوم على أن يقولوا ليس في السماء شيء . ( أخرجه الذهبي في العلو وقال : هذا إسناد كالشمس وضوحاً وكالأسطوانة ثبوتاً عن سيد أهل البصرة وعالمهم ) .

9- قال سليمان التيمي رحمه الله : لو سئلت أين الله لقلت في السماء . ( أخرجه الذهبي في العلو ) .

10- قال عالم خراسان مقاتل بن حيان ( ت قبل 150 هـ ) في قوله تعالى : ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ) ( المجادلة آية 7 ) : هو على عرشه وعلمه معه . ( أخرجه أبو داود في مسائله ص / 263 بسند حسن ) .

11- قال الإمام أبو حنيفة: ( ت 150هـ ) : من قال لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض فقد كفر، وكذا من قال إنه على العرش، ولا أدري العرش أفي السماء أم في الأرض. [الفقه الأبسط ص49، مجموع الفتاوى لابن تيمية ج5 ص48، اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم ص139، العلو للذهبي ص101، 102، العلو لابن قدامة ص116، شرح الطحاوية لابن أبي العز ص301]

12- قال عالم الشام الإمام الأوزاعي ( ت 157 هـ ) : كنا والتابعون متوافرون نقول : ( إن الله عز وجل على عرشه ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته ) . ( أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات وصححه الذهبي في تذكرة الحفاظ 1/182 ) .

13- الامام الكبير سفيان الثوري ت ( 161 هـ ) قال معدان : سألت سفيان الثوري عن قوله عز وجل ( وهو معكم أينما كنتم ) قال : علمه .
( أخرجه الذهبي في السير وإسناده صحيح ) .
قلت : كان الجهمية الاوائل يقولون ان الله في كل مكان - تعالى الله عن ذلك علوّا كبيرا - و يستدلون بآيات المعية !! فلما سُئل الامام الثوري اجاب بأن المعية هنا بالعلم , و الامام الثوري يقر بأن الله فوق عرشه قطعا كما نقل ذلك الامام السجزي حيث قال : ( وأئمتنا كالثوري ومالك وابن عيينة وحماد بن زيد والفضيل وأحمد وإسحاق متفقون على أن الله فوق العرش بذاته وأن علمه بكل مكان ) ( الابانة للسجزي )


14- قال الإمام مالك ( ت 179 هـ ) : الله في السماء وعلمه في كل مكان لا يخلو منه شيء . ( أخرجه أبو داوود في مسائله ص / 263 بسند صحيح ) .

15-قال الإمام حماد بن زيد ( ت 179 هـ ) : إنما يدورون على أن يقولوا ليس في السماء إله – يعني الجهمية - ( أخرجه الذهبي في العلو بسند صحيح ) .

16-شيخ الإسلام عبدالله ابن المبارك ( ت 181 هـ ) قال علي بن حسن بن شقيق : قلت لعبدالله بن المبارك : كيف نعرف ربنا عز وجل ؟ قال : بأنه فوق السماء السابعة على العرش بائن من خلقه . ( أخرجه الدارمي في الرد على الجهمية بسند صحيح ص / 67 ) .
17- الامام جرير الضبي محدث الري ( ت 188 هـ ) قال جرير بن عبدالحميد رحمه الله : كلام الجهمية أوله عسل وآخره سم وإنما يحاولون أن يقولوا ليس في السماء إله . ( أخرجه الذهبي في العلو بسند جيد ) .

18- قال الإمام عبدالرحمن بن مهدي ( ت 198 هـ ) : أن الجهمية أرادوا أن ينفوا أن يكون الله كلم موسى , وأن يكون على العرش , أرى أن يستتابوا فإن تابوا وإلا ضربت أعناقهم . ( أخرجه الذهبي في العلو وقال نقله غير واحد بإسناد صحيح ) .

19-أبو معاذ البلخي ( ت 199 هـ ) قال أبو قدامة السرخسي : سمعت أبا معاذ خالد بن سليمان بفرغانة يقول : ( كان جهم على معبر ترمذ , وكان فصيح اللسان ولم يكن له علم ولا مجالسة لأهل العلم فكلم السمنية فقالوا له صف لنا ربك الذي تعبده فدخل البيت لا يخرج منه , ثم خرج إليهم بعد أيام فقال : هو هذا الهواء مع كل شيء وفي كل شيء ولا يخلو منه شيء فقال أبو معاذ البلخي رحمه الله : ( كذب عدو الله بل الله عز وجل على العرش كما وصف نفسه ) . ( أخرجه الذهبي في العلو بسند صحيح ) .

20- الامام منصور بن عمار ( ت 200 هـ ) . كتب بشر المريسي إلى منصور بن عمار يسأله عن قوله تعالى ( الرحمن على العرش استوى ) كيف استوى ؟ فكتب إليه ( استواؤه غير محدود والجواب به تكلف , مساءلتك عنهبدعة , والإيمان بجملة ذلك واجب ) . ( تاريخ الإسلام حوادث ووفيات ( 191 – 200 هـ ) ص / 413 ) .

21- الإمام الشافعي ( ت 204 هـ ) . قال رحمه الله : القول في السنة التي أنا عليها ورأيت أصحابنا عليها , أهل الحديث الذين رأيتهم فأخذت عنهم مثل : سفيان ومالك وغيرهما : الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله , وأن الله على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء . ( وصية الإمام الشافعي ص / 53 – 54 ) .

22- وقال أيضاً : ( وأن الله عز وجل يرى في الآخرة ينظر إليه المؤمنين أعياناً جهاراً ويسمعون كلامه وأنه فوق العرش ) . ( وصية الإمام الشافعي ص / 38 – 39 ) .

23- قال يزيد بن هارون الواسطي ( ت 206 هـ ) : من زعم أن ( الرحمن على العرش استوى ) على خلاف ما يقر في قلوب العامة فهو جهمي . ( أخرجه أبو داوود في المسائل ص / 268 بسند جيد ) .
24- ذكر الامام سعيد بن عامر الضبعي ( ت 208 هـ ) الجهمية فقال : هم شر قول من اليهود والنصارى , قد اجتمع اليهود والنصارى وأهل الأديان مع المسلمين , على أن الله عز وجل على العرش وقالوا هم ليس على شيء . ( كتاب العلو للذهبي )

25- الامام القعنبي ( ت 221 هـ ) . قال بنان بن أحمد كنا عند القعنبي رحمه الله فسمع رجلاً من الجهمية يقول : ( الرحمن على العرش استوى ) فقال القعنبي من لا يوقن أن الرحمن على العرش استوى كما يقر في قلوب العامة فهو جهمي . ( كتاب العلو للذهبي )

26- الامام عاصم بن علي – شيخ الإمام البخاري – ت ( 221 هـ ) . قال رحمه الله : ناظرت جهماً فتبين من كلامه أنه لا يؤمن أن في السماء رباً . ( كتاب العلو )

27- الامام هاشم بن عبيد الله الرازي ( ت 221 هـ ) . قال ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسن بن يزيد السلمي سمعت أبي يقول : سمعت هشام بن عبيدالله الرازي – وحبس رجلاً في التجهم فتاب فجىء به إليه ليمتحنه – فقال له : أتشهد أن الله على عرشه بائن من خلقه ؟ فقال لا أدري ما بائن من خلقه , فقال : ردوه فإنه لم يتب بعد . ( العلو )

28- بشر الحافي ( ت 227 هـ ) قال حمزة بن دهقان قلت لبشر بن الحارث أحب أن اخلوا معك , قال : إذا شئت فيكون يوماً فرأيته قد دخل قبةً فصلى فيها أربعة ركعات لا أحسن أصلي مثلها فسمعته يقول في سجوده : اللهم إنك تعلم فوق عرشك أن الذل أحب إلي من الشرف , اللهم إنك تعلم فوق عرشك أن الفقر أحب إلي من الغنى , اللهم إنك تعلم فوق عرشك أني لا أؤثر على حبك شيئاً , فلما سمعته أخذنا الشهيق والبكاء فقال : اللهم إنك تعلم أني لو أعلم إن هذا هاهنا لم أتكلم . ( السير 10 / ص 473 ) .

29- قال محمد بن مصعب العابد ( ت 228 هـ ) : ( من زعم انك لا تتكلم ولا ترى في الآخرة فهو كافر بوجهك , أشهد أنك فوق العرش , فوق سبع سماوات , ليس كما تقولوا أعداء الله الزنادقة . ( أخرجه الذهبي في العلو بسند صحيح ) .

30 - قال الامام الحافظ نعيم بن حماد الخزاعي ( ت 228 هـ ) : أخبرنا أبو صفوان الأموي عن يونس بن يزيد عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن كعب قال قال الله في التوراة أنا الله فوق عبادي وعرشي فوق جميع خلقي وأنا على عرشي أدبر أمور عبادي لا يخفى علي شيء من أمر عبادي في سمائي ولا أرضي وإلي مرجع خلقي فأنبئهم بما خفي عليهم من علمي أغفر لمن شئت منهم بمغفرتي وأعاقب من شئت بعقابي)

31 - الامام لغوي زمانه أبو عبدالله ابن الأعرابي ( ت 231 هـ ) . قال داوود بن علي كنا عند ابن الأعرابي فآتاه رجل فقال : يا أبا عبدالله ما معنى قوله تعالى ( الرحمن على العرش استوى ) , قال : هو على عرشه كما هو , فقال الرجل ليس كذلك ! إنما معناه استولى , فقال : اسكت ما يدريك ما هذا , العرب لا تقول للرجل استولى على شيء حتى يكون له فيه مضاد فأيهما غلب قيل استولى والله تعالى لا مضاد له فهو على عرشه كما أخبر . ثم قال الإستيلاء بعد المغالبة . ( أخرجه الذهبي في العلو وصححه الألباني ) .

32- أبو معمر القطيعي ( ت 236 هـ ) قال رحمه الله : آخر كلام الجهمية انه ليس في السماء إله . (أخرجه الذهبي في العلو )

33- قال الامام الحافظ إسحاق بن راهويه - شيخ البخاري و مسلم - ( ت 238 هـ ) : قال الله تعالى ( الرحمن على العرش استوى ) إجماع أهل العلم أنه فوق العرش استوى , ويعلم كل شيء في أسفل الأرض السابعة . ( العلو ص / 1128 ) .

34- قال الامام قتيبة بن سعيد ( 240 هـ ) : هذا قول الأئمة في الإسلام السنة والجماعة : نعرف ربنا في السماء السابعة على عرشه كما قال جل وعلى ( الرحمن على العرش استوى ) .

35- قال الإمام أحمد بن حنبل ( ت 241 هـ ) في الرد على الجهمية : (فَقُلْنَا لِهمَ أَنْكَرْتُمْ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ عَلَى الْعَرْشِ, وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: (الرحمن على العرش استوى )
وقال : ( خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش )3

36 - و قال في موضع اخر : ( و قد اخبرنا انه في السماء فقال (أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض )
( أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا )

وقال : ( إليه يصعد الكلم الطيب )
وقال : ( إني متوفيك ورافعك إلي )
وقال : ( بل رفعه الله إليه )
وقال : ( يخافون ربهم من فوقهم )
وقال : ( وهو القاهر فوق عباده )
وقال : ( وهو العلي العظيم )
فَهَذَا خَبَرُ اللَّهِ, أَخْبَرَنَا أَنَّهُ فِي السَّمَاءِ, وَوَجَدْنَا كُلَّ شَيْءٍ أَسْفَلَ مِنْهُ مَذْمُومًا, يَقُولُ اللَّهُ -جَلَّ ثَنَاؤُهُ - : ( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار) ( الرد على الجهمية و الزنادقة )
37 - و ايضا : قال ابو بكر الأثرم وحدثني محمد بن ابراهيم القيسي قال قلت لأحمد ابن حنبل يحكى عن ابن المبارك انه قيل له كيف نعرف ربنا قال في السماء السابعة على عرشه قال احمد هكذا هو عندنا
( اثبات صفة العلو للحافظ ابن قدامة )

38-قال الإمام الرباني محمد بن أسلم الطوسي ( ت 242 هـ ) : قال لي عبدالله بن طاهر بلغني أنك ترفع رأسك إلى السماء فقلت ولم ؟ وهل أرجوا الخير إلا ممن هو في السماء . ( أخرجه الذهبي في العلو ) .

39- قال الزاهد الحارث بن أسد المحاسبي ( ت 243 هـ ) : ( وأما قوله : ( الرحمن على العرش استوى )
(وهو القاهر فوق عباده ) و ( أأمنتم من في السماء- و ساق ادلة الفوقية و العلو - ثم قال :
وهذه توجب أنه فوق العرش فوق الأشياء كلها متنزه عن الدخول في خلقه لا يخفى عليه منهم خافية لأنه أبان في هذه الآيات أنه أراد به بنفسه فوق عباده لأنه قال ( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض ) يعني فوق العرش والعرش على السماء لأن من كان فوق كل شيء على السماء في السماء ) ( كتاب العقل و فهم القرآن ص 355 , تحقيق القوتلي )

40- قال الامام الكبير عبدالوهاب الوراق ( ت 250 هـ ) : من زعم أن الله هاهنا فهو جهمي خبيث , أن الله عز وجل فوق العرش وعلمه محيط بالدنيا والآخرة ( العلو ) .
عقب الامام الذهبي بقوله : ( كان عبد الوهاب ثقة حافظا كبير القدر حدث عنه أبو داود والنسائي والترمذي قيل للإمام أحمد رضي الله عنه من نسأل بعدك فقال سلوا عبد الوهاب وأثنى عليه )

41- قال الإمام الحافظ الحجة أبو عاصم خشيش بن أصرم المتوفى سنة 253 للهجرة - شيخ أبي داود والنسائي - في كتابه الإستقامة:
((وأنكر جهم أن يكون الله في السماء دون الأرض ، وقد دل في كتابه أنه في السماء دون الأرض:
بقوله: ((إني متوفيك ورافعك إلي وطهرك من الذين كفروا)) وقوله : ((وما قتلوه يقيناً))
وقوله : ((بل رفعه الله إليه))
وقال: ((يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه))
وقوله : ((إليه يصعد الكلم الطيب))
وذكر أكثر من 75 دليل من القرآن مثل ((ءأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور () أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا)) ثم قال:
لو كان في الأرض كما هو في السماء لم ينزل من السماء إلى الأرض شيء ولكان يصعد من الأرض إلى السماء كما ينزل من الأرض إلى السماء ، وقد جاءت الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن الله في السماء دون الأرض ثم ذكر أحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم.)) نقله بنصه الملطي الشافعي مرتضياً له في التنبيه والرد ص104.

42 - الامام البخاري ( ت256هـ ) : قال رحمه الله في آخر الجامع الصحيح في كتاب الرد على الجهمية باب قوله تعالى وكان عرشه على الماء :
قال أبو العالية استوى إلى السماء إرتفع
وقال مجاهد في استوى علا على العرش )


43-و قال ايضا في كتابه خلق أفعال العباد :

(باب ما ذكر أهل العلم للمعطلة الذين يريدون أن يبدلوا كلام الله

- قال حماد بن زيد : "القرآن كلام الله نزل به جبرائيل، ما يجادلون إلا أنه ليس في السماء إله" ص8
- قال ابن المبارك : "لا نقول كما قالت الجهمية إنه في الأرض ههنا، بل على العرش استوى" وقيل له : كيف تعرف ربنا ؟ قال : " فوق سماواته على عرشه " ص8
- قال سعيد بن عامر : " الجهمية أشر قولا من اليهود والنصارى، قد اجتمعت اليهود والنصارى وأهل الأديان أن الله تبارك وتعالى على العرش، وقالوا هم : ليس على شيء " ص9 )

44- إمام خراسان الذهلي ( ت 258 هـ ) : قال الحاكم قرأت بخط أبي عمرو المستملي سئل محمد بن يحيى عن حديث عبد الله بن معاوية عن النبي ليعلم العبد أن الله معه حيث كان فقال يريد أن الله علمه محيط بكل ما كان وا للهعلى العرش )( العلو للذهبي ص186 )

نكمل ما بدأناه من نقل أقوال أئمة اهل السنة و الجماعة في علو الله على عرشه و على خلقه :

45- إمام خراسان الامام الذهلي ( ت 258 هـ ) : قال الحاكم قرأت بخط أبي عمرو المستملي سئل محمد بن يحيى عن حديث عبد الله بن معاوية عن النبي ليعلم العبد أن الله معه حيث كان فقال يريد أن الله علمه محيط بكل ما كانوالله على العرش ( العلو للذهبي ص186 )

46 - الامام الكبير أبو زرعة الرازي ( ت 264 هـ ) قال عبدالرحمن بن أبي حاتم : سألت أبي وأبا زرعة عن مذاهب أهل السنة في أصول الدين , وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار وما يعتقدان في ذلك فقالا : أدركنا العلماء في جميع الأمصار – حجازاً وعراقاً ويمناً – فكان من مذهبهم وأن الله عز وجل على عرشه بائن من خلقه كما وصف نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم بلا كيف , أحاط بكل شيء علماً , ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) . ( كتاب شرح أصول إعتقاد أهل السنة والجماعة للإمام اللالكائي , 1 / ص 198 ) .


47-الامام اللغوي ابن قتيبة الدينوري ( ت 276 هـ ) قال : (والأمم كلها عربيها وعجميها تقول إن الله تعالى في السماء ما تركت على فطرها ولم تنقل عن ذلك بالتعليم وفي الحديث إن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمة أعجمية للعتق فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أين الله تعالى فقالت في السماء قال فمن أنا قالت أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام هي مؤمنة ( كتاب تأويل مختلف الحديث ص 272)

48 - و قال ايضا في موضع اخر : (وكيف يسوغ لأحد أن يقول إنه بكل مكان على الحلول مع قوله ( الرحمن على العرش استوى ) أي استقر كما قال ( فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك ) أي استقررت ومع قوله تعالى ( إليه يصعد الكلم الطيب والعلم الصالح يرفعه )وكيف يصعد إليه شيء هو معه أو يرفع إليه عمل وهو عنده وكيف تعرج الملائكة والروح إليه يوم القيامة وتعرج بمعنى تصعد يقال عرج إلى السماء إذا صعد والله عز وجل ذو المعارج والمعارج الدرج فما هذه الدرج وإلى من تؤدي الأعمال الملائكة إذا كان بالمحل الأعلى مثله بالمحل الأدنى ولو أن هؤلاء رجعوا إلى فطرهم وما ركبت عليه خلقتهم من معرفة الخالق سبحانه لعلموا أن الله تعالى هو العلي وهو الأعلى وهو بالمكان الرفيع وأن القلوب عند الذكر تسمو نحوه والأيدي ترفع بالدعاء إليه ومن العلو يرجى الفرج ويتوقع النصر وينزل الرزق )


49 - الحافظ الكبير إمام اهل الجرح و التعديل أبي حاتم محمد بن ادريس الحنظلي الرازي ( 277 هـ ) : قال الحافظ أبو القاسم الطبري وجدت في كتاب أبي حاتم محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي مما سمع منه يقول مذهبنا وإختيارنا: إتباع رسول الله وأصحابه والتابعين من بعدهم والتمسك بمذاهب أهل الأثر مثل الشافعي وأحمد وإسحاق وأبي عبيد رحمهم الله تعالى ولزوم الكتاب والسنة ونعتقد أن الله عزوجل على عرشه بائن من خلقه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) ( أخرجه الذهبي في العلو ) .


50 - قال الإمام أبو عيسى الترمذي ( ت 279 هـ ) : وهو على العرش كما وصف نفسه في كتابه . ( جامع الترمذي ) .


51 - قال أبو محمد حرب بن إسماعيل الكرماني ( ت280 هـ ) في مسائله التي نقلها عن أحمد بن إسحاق وغيرهما : ( وهو سبحانه بائن من خلقه ولا يخلو من علمه مكان , ولله العرش وللعرش حملة يحملونه .- الى ان قال -والله على عرشه عز ذكره وتعالى جده ولا إله غيره ) . ( درء تعارض العقل والنقل 2 / ص 22 – 23 ) .

52 - قال الحافظ عثمان بن سعيد الدارمي ( ت 280 هـ ) : ( قد اتفقت الكلمة من المسلمين أن الله فوق عرشه فوق سماواته ) , ( كتاب نقض عثمان بن سعيد على المريسي الجهمي العنيد ) . قال الذهبي معلقاً : كان عثمان الدارمي جذعاً في أعين المبتدعة . ( كتاب السير , 13 / 322 )

53 - ابو العباس ثعلب إمام العربية ( ت 291 هـ ) : قال الحافظ أبو القاسم اللالكائي في كتاب السنة : وجدت بخط أبي الحسن الدارقطني رحمه الله ، عن إسحاق الهادي ، قال : سمعت أبا العباس ثعلبا يقول : استوى : أقبل عليه وإن لم يكن معوجا (ثم استوى إلى السماء ) أقبل ( و استوى على العرش ) : علا واستوى وجهه : اتصل واستوى القمر : امتلأواستوى زيد وعمرو تشابها واستوى فعلاهما وإن لم تتشابه شخوصهما هذا الذي يعرف من كلام العرب ) ( شرح اعتقاد اهل السنة و الجماعة للامام اللالكائي 3\443 )

54 - الامام الحافظ الكبير مسند العصر أبو مسلم الكجي الحافظ ( ت 292 هـ ) , روى قصة ملخصها ما قاله :
( خرجت فإذا الحمام قد فتح سحرا فقلت للحمامي أدخل أحد قال لا فدخلت فساعة افتتحت الباب قال لي قائل أبو مسلم أسلم تسلم ثم أنشأ يقول
لك الحمد إما على نعمة ... وإما على نقمة تدفع
تشاء فتفعل ما شئته ... وتسمع من حيث لا نسمع
قال فبادرت وخرجت وأنا جزع فقلت للحمامي أليس زعمت أنه ليس في الحمام أحد قال ذاك جني يتزايا لنا في كل حين وينشدنا فقلت هل عندك من شعره شيء قال نعم وأنشدني :
أيها المذنب المفرط مهلا ... كم تمادى وتكسب الذنب جهلا
كم وكم تسخط الجليل بفعل ... سمج وهو يحسن الصنع فعلا
كيف تهدي جفون من ليس يدري ... أرضي عنه من على العرش أم لا ) ( رواه الذهبي في العلو بسنده و صححه الالباني )


55 - عمرو بن عثمان المكي ( ت 297 هـ ) صنف كتاباً سماه ( التعرف بأحوال العباد والمتعبدين ) قال باب ما يجيب الشيطان للتائبين فذكر في التوحيد , فقال : من أعظم ما يوسوس في التوحيد بالتشكل أو في صفات الرب بالتمثيل والتشبيه أو بالجحد لها والتعطيل فقال بعد ذكر حديث الوسوسة :
(فلا تذهب فى أحد الجانبين لا معطلا ولا مشبها وأرض لله بما رضى به لنفسه وقف عند خبره لنفسه مسلما مستسلما مصدقا بلا مباحثة التنفير ولا مناسبة التنقير الى أن قال فهو تبارك وتعالى القائل انا الله لا الشجرة الجائى قبل أن يكون جائيا لا أمره المتجلى لأوليائه فى المعاد فتبيض به وجوههم وتفلج به على الجاحدين حجتهم المستوى على عرشه بعظمة جلاله فوق كل مكان تبارك و تعالى .)

56 - و قال ايضا : (النازل كل ليلة الى سماء الدنيا ليتقرب اليه خلقه بالعبادة وليرغبوا اليه بالوسيلة القريب فى قربه من حبل الوريد البعيد فى علوه من كل مكان بعيد ولا يشبه بالناس .
الى أن قال : ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه القائل أأمنتم من فى السماء ان يخسف بكم الأرض فإذا هى تمور
أم أمنتم من فى السماء أن يرسل عليكم حاصبا تعالى وتقدس أن يكون فى الأرض كما هو فى السماء جل عن ذلك علوا كبيرا أهـ ( مجموع الفتاوى 5 / 62 )


57 - الامام الحافظ ابن أبي شيبة ( ت 297 هـ ) قال في كتابه العرش : فهو فوق السماوات وفوق العرش بذاته متخلصاً من خلقه بائناً منهم علمه في خلقه لا يخرجون من علمه . ( كتاب العرش 51 )


58 -قال الإمام المحدث زكريا الساجي ( ت 307 هـ ) القول في السنة التي رأيت عليها أهل الحديث الذين لقيتهم أن الله على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء . ( تذكر الحفاظ ص 710 ) .


59 - قال الإمام الحافظ شيخ المفسرين محمد بن جرير الطبري ( ت 310 هـ ) : في تفسير قوله تعالى ( وهو معكم أينما كنتم ) يقول : وهو شاهد لكم أيها الناس أينما كنتم يعلمكم ويعلم أعمالكم ومتقلبكم ومثواكم , وهو على عرشه فوق سماواته السبع . ( تفسير الطبري 27 / 216 )


60 - و قال رحمه الله في تفسيره : ( وأولى المعاني بقول الله جل ثناؤه : ** ثم استوى إلى السماء فسواهن } علا عليهن وارتفع فدبرهن بقدرته وخلقهن سبع سموات )

61 - و قال رحمه الله في تفسيره لسورة الملك (( {أم أمنتم من في السماء} وهو الله ))

62 - و قال ايضا رحمه الله : (وعني بقوله : ** هو رابعهم } بمعنى أنه مشاهدهم بعلمه وهو على عرشه )


63 - وقال ايضا في تفسير سورة المعارج (( يقول تعالى ذكره: تصعد الملائكة والروح، وهو جبريل عليه السلام إليه، يعني إلى الله عز و جل ))

64 -قال ابن الأخرم ( ت 311 هـ ) : الله تعالى على العرش وعلمه محيط بالدنيا والآخرة . ( تذكر الحفاظ / 747 )


65 - قال إمام الأئمة ابن خزيمة رحمه الله ( ت 311 هـ ) : من لم يقر بإن الله تعالى على عرشه قد استوى فوق سماواته فهو كافر بربه , يستتاب فإن تاب وألا ضربت عنقه وألقي على بعض المزابل حيث لا يتأذى المسلمون والمعاهدون بالنتن ريحة جيفته , وكان ماله فيئاً لا يرثه أحد من المسلمين إذ المسلم لا يرث الكافر كما قال صلى الله عليه وسلم . ( كتاب التوحيد )


66- نفطويه شيخ العربية ( ت 323 هـ ) : صنف الإمام أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي نفطويه كتابا في الرد على الجهمية وذكر فيه أشياء منها قول ابن العربي الذي مضى ثم قال وسمعت داود بن علي يقول كان المريسي لا رحمه الله يقول سبحان ربي الأسفل , قال : وهذا جهل من قائله ورد لنص كتاب الله إذ يقول ( أأمنتم من في السماء) ( العلو للذهبي )


67 - الامام أبو الحسن الأشعري إمام الفرقة الأشعرية ( ت 324 هـ ) قال في كتابه الإبانة : ( فإن قال قائل ما تقولون في الإستواء ؟ قيل : نقول إن الله مستو على عرشه كما قال ( الرحمن على العرش استوى ) وقال: ( إليه يصعد الكلم الطيب ) وقال : ( بل رفعه الله إليه ) , وقال حكاية عن فرعون ( وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا )
كذّب موسى في قوله إن الله فوق السموات , وقال عزوجل : ( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض ) فالسموات فوقها العرش فلما كان العرش فوق السموات وكل ما علا فهو سماء وليس إذا قال ( أأمنتم من في السماء ) يعني جميع السموات وإنما أراد العرش الذي هو أعلى السموات ألا ترى أنه ذكر السموات فقال وجعل القمر فيهن نورا ولم يرد أنه يملأهن جميعا )
68 - و قال في موضع اخر : ( ورأينا المسلمين جميعا يرفعون أيديهم إذا دعوا نحو السماء لأن الله مستو على العرش الذي هو فوق السماوات فلولا أن الله على العرش لم يرفعوا أيديهم نحو العرش وقد قال قائلون من المعتزلة والجهمية والحرورية إن معنى استوى إستولى وملك وقهر وأنه تعالى في كل مكان وجحدوا أن يكون على عرشه كما قال أهل الحق وذهبوا في الإستواء إلى القدرة فلو كان كما قالوا كان لا فرق بين العرش وبين الأرض السابعة لأنه قادر على كل شيء والأرض شيء فالله قادر عليها وعلى الحشوش , وكذا لو كان مستويا على العرش بمعنى الإستيلاء لجاز أن يقال هو مستو على الأشياء كلها ولم يجز عند أحد من المسلمين أن يقول إن الله مستو على الأخلية والحشوش فبطل أن يكون الإستواء الإستيلاء ) ( الإبانة للأشعري و ذكر نحوه عدد من اهل العلم كالذهبي و غيره و ذكر انه شهره الحافظ ابن عساكر , و هذا الكتاب مرجع للاشعرية عند دفاعهم عن امامهم , و ممن نقل هذا الكلام منه من المتأخرين : الامام مرعي الكرمي – ت1033 هـ-

69 - و قال في كتابه الذي سماه إختلاف المضلين ومقالات الإسلاميين فذكر فرق الخوارج والروافض والجهمية وغيرهم إلى أن قال : ذكر مقالة أهل السنة وأصحاب الحديث جملة قولهم الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله .. الى ان قال : وإنه على العرش كما قال : ( الرحمن على العرش استوى ) ولا نتقدم بين يدي الله بالقول بل نقول استوى بلا كيف ) ( قال الذهبي : نقلها ابن فورك بهيئتها في كتابه المقالات و الخلاف بين الاشعري و ابن كلاب )

70 - - شيخ الحنابلة الامام أبو الحسن علي البربهاري ( ت 329 هـ ) قال : (وهو على عرشه استوى وعلمه بكل مكان ولا يخلو من علمه مكان ) ( شرح السنة للبربهاري ص1 )




71- الوزير علي بن عيسى ( ت 334 هـ ) : قال محمد بن علي بن حبيش : دخل أبو بكر الشبلي رحمه الله دار المرضى ليعالج فدخل عليه الوزير بن عيسى عائدا فقال الشبلي ما فعل ربك ؟ قال : الرب عز وجل في السماءيقضي ويمضي . ( العلو 1258 )

72- العلامة الفقيه أبوبكر الصبغي ( ت 342 هـ ) قال رحمه الله: قد تضع العرب في موضع على قال الله تعالى ( فسيحوا في الأرض ) وقال ( ولأصلبنكم في جذوع النخل )ومعناه على الأرض وعلى النخل فكذلك قوله ( من في السماء ) أي من على العرش كما صحت الأخبار عن رسول الله ( كتاب العلو ص1264)

73 - شيخ المالكية العلامة ابو إسحاق محمد بن القاسم ابن شعبان المالكي ( ت355 هـ ) :
قال الذهبي رأيت له تأليفا في تسمية الرواة عن مالك، أوله (أوله: الحمد لله الحميد، ذي الرشد والتسديد، والحمد لله أحق مابدي، وأولى من شكر الواحد الصمد، جل عن المثل فلا شبه له ولا عدل، عال على عرشه، فهو دان بعلمه، وذكر باقي الخطبة، ولم يكن له عمل طائل في الرواية. ( السير 16 / 79 )

74 - قال الإمام أبوبكر الآجري ( ت 360 هـ ) في كتابه الشريعة : والذي يذهب به أهل العلم أن الله عز وجل على عرشه فوق سماواته وعلمه محيط بكل شيء . ( كتاب الشريعة )

75 -وفي موضع آخر قال : ( وفي كتاب الله عز وجل آيات تدل على أن الله تبارك وتعالى في السماء على عرشه وعلمه محيط بجميع خلقه ) ثم ذكر آيات دالة على العلو وذكر جملة من الأحاديث إلى أن قال : ( هذه السنن قد اتفقت معانيها , ويصدق بعضها بعضاً وكلها تدل على من قلنا أن الله عز وجل على عرشه فوق سماواته وقد أحاط علمه بكل شيء وانه سميع بصير عليم خبير . )
و قال ايضا في موضع اخر من كتابه الشريعة :
76 - (وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم أمته أن يقولوا في السجود : [ سبحان ربي الأعلى ثلاثا ]
وهذا كله يقوي ما قلنا : أن الله عز وجل العلي الأعلى : على عرشه فوق السموات العلا وعلمه محيط بكل شيء خلاف ما قالته الحلولية نعوذ بالله من سوء مذهبهم ) ص 295

77 - الحافظ الامام أبو الشيخ ( ت 369 هـ ) , قال في كتاب العظمة : له ذكر عرش الرب تبارك وتعالى وكرسيه وعظم خلقهما و علو الرب فوق عرشه . ثم ساق جملة من الأحاديث في ذلك . ( العظمة 2 / 543 ) .

78 - قال العلامة أبوبكر الإسماعيلي ( ت 371 هـ ) في كتاب إعتقاد أئمة الحديث ص 50 : يعتقدون إن الله تعالى ... استوى على العرش , بلا كيف , إن الله انتهى من ذلك إلى إنه استوى على العرش ولم يذكر كيف كان استواؤه .

79 - أبو الحسن بن مهدي المتكلم ( ت 380 هـ ) تلميذ الأشعري , قال في كتابه مشكل الآيات : في باب قوله ( الرحمن على العرش استوى )
( أعلم أن الله في السماء فوق كل شيء مستو على عرشه بمعنى أنه عال عليه ومعنى الإستواء الإعتلاء كما تقول العرب إستويت على ظهر الدابة وإستويت على السطح بمعنى علوته وإستوت الشمس على رأسي واستوى الطير على قمة رأسي بمعنى علا في الجو فوجد فوق رأسي )

80 -و قال ايضا : ( فالقديم جل جلاله عال على عرشه , يدلك على أنه في السماء عال على عرشه قوله : ( أأمنتم من في السماء ) وقوله : ( يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ) وقوله : ( إليه يصعد الكلم الطيب وقوله ثم يعرج إليه )
(العلو للذهبي , و كذا كتاب الكلمات الحسان نقله صاحبه عن المخطوط الأصلي لكتاب أبي الحسن بن مهدي الموجود في مكتبة طلعت في مصر ورقة 132 )

81 - قال الإمام الزاهد أبو عبدالله بن بطة العكبري ( ت 387 هـ ) : أجمع المسلمون من الصحابة والتابعين وجميع أهل العلم من المؤمنين أن الله تبارك وتعالى على عرشه فوق سماواته بائن من خلقه وعلمه محيط بجميع خلقه لا يأبى ذلك ولا ينكره إلا من انتحل مذاهب الحلولية . )

82 - و قال في موضع اخر : ( و قال : ( الرحمن على العرش استوى ) فهذا خبر الله أخبر به عن نفسه , و أنه على العرش .( المختار من الإبانة

83 - و قال أيضا في موضع آخر : ( و قال ( يخافون ربهم من فوقهم ) فأخبر انه فوق الملائكة , و قد أخبرنا الله تعالى انه في السماء على العرش , أوَ مَا سمع الحلولي قول الله تعالى ** أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (16) أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (17) } ) ( المختار من الإبانة 3\136 -144 )


84 - و قال ايضا : (وَهُوَ عَلَى عَرْشِهِ بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ0 ) ( متن كتاب الشرح و الإبانة )

قال الحافظ ابن حجر عن الإمام ابن بطة : (كان إماما في السنة ) لسان الميزان ( 4\113 )

85 - الإمام أبو محمد بن أبي زيد القيرواني المالكي ( ت 386 هـ ) , قال في كتابه الجامع ( ص 139 – 141 ) ( مما اجتمعت الأئمة عليه من أمور الديانة ومن السنن التي خلافها بدعه وضلالة أن الله تبارك وتعالى فوق سماواته على عرشه دون أرضه وإنه في كل مكان بعلمه .)
ثم قال في آخره : وكل هذا قول مالك ، فمنه منصوص من قوله ومنه معلوم من مذهبه

86 -وقال رحمه الله في أول رسالته المشهور في مذهب الإمام مالك ( وإنه فوق عرشه المجيد بذاته وهو بكل مكان بعلمه ) . ( مقدمة ابن أبي زيد القيرواني لكتابه الرسالة ص 56 ) .

قال الحافظ الذهبي عن الإمام ابن أبي زيد القيرواني : (وكان رحمه الله على طريقة السلف في الاصول، لا يدري الكلام، ولا يتأول، فنسأل الله التوفيق.) السير ( 12\17 )

87 - الإمام الحافظ محدث الشرق ابن مندة ( ت 395 هـ ) قال في كتابه التوحيد : ذكرُ الآي المتلوة والأخبار المأثورة في أن الله عز وجل على العرش فوق خلقه بائن عنهم وبدء خلق العرش والماء . ثم ذكر ثلاث آيات في استواء الرحمن على العرش .( 3\185 )

88 - وقال رحمه الله : ذكر الآيات المتلوة والأخبار المأثورة بنقل الرواة المقبولة التي تدل على أن الله تعالى فوق سماواته وعرشه وخلقه قاهراً لهم عالماً بهم . ثم ذكر آيات دالة على العلو وساق جملة من الأحاديث في ذلك . ( كتاب التوحيد 3 / 185 – 190 ) .

89 - الإمام ابن أبي زمنين ( ت 399 هـ ) قال : ومن قول أهل السنة أن الله عز وجل خلق العرش واختصه بالعلو والإرتفاع فوق جميع ما خلق وسبحان من بَعُدَ فلا يُرى وقَرُبَ بعلمه فسمع النجوى . ( أصول السنة ص / 88 ) .

90 - قال القاضي أبوبكر محمد بن الطيب الباقلاني الأشعري ( 403 هـ ) في كتاب التمهيد : فإن قالوا فهل تقولون إنه في كل مكان قيل معاذ الله بل هو مستو على عرشه كما أخبر في كتابه فقال تعالى : ( الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى ) . ( التمهيد ص / 260 )

91 - ثم قال في موضع آخر : ولا يجوز أن يكون معنى استواؤه على العرش هو استيلاؤه عليه ؛ لأن الإستيلاء هو القدرة والقهر والله تعالى لم يزل قادراً قاهراً عزيزاً مقتدراً . (التمهيد ص\260 – 262 )
قال الحافظ الذهبي معلقا على كلام الباقلاني
( فهذا النفس نفس هذا الإمام وأين مثله في تبحره وذكائه وبصره بالملل والنحل فلقد امتلأ الوجود بقوم لا يدرون ما السلف ولا يعرفون إلا السلب ونفي الصفات وردها صم بكم غتم عجم يدعون إلى العقل ولا يكونون على النقل فإنا لله وإنا إليه راجعون ) العلو

92 - الشيخ العلامة أبوبكر بن محمد ابن موهب المالكي ( ت 406 هـ ) قال في شرحه لرسالة الإمام محمد بن أبي زيد القيرواني : ( أما قوله إنه فوق عرشه المجيد بذاته , فمعنى فوق وعلى عند جميع العرب واحد وبالكتاب والسنة تصديق ذلك .

93 - وساق حديث الجارية والمعراج إلى سدرة المنتهى
إلى أن قال : ( وقد تأتي لفظة في في لغة العرب بمعنى فوق كقوله فأمشوا في مناكبها و في جذوع النخل و أأمنتم من في السماء قال أهل التأويل يريد فوقها وهو قول مالك مما فهمه عمن أدرك من التابعين مما فهموه عن الصحابة مما فهموه عن النبي أن الله في السماء يعني فوقها وعليها فلذلك قال الشيخ أبو محمد إنه فوق عرشه ثم بين أن علوه فوق عرشه إنما هو بذاته لأنه تعالى بائن عن جميع خلقه بلا كيف وهو في كل مكان بعلمه لا بذاته لا تحويه الأماكن وأنه أعظم منها )

94 - و قال ايضا : ( ثم بين أن علوه فوق عرشه إنما هو بذاته ، لأنه تعالى بائن عن جميع خلقه بلا كيف ، وهو في كل مكان بعلمه لا بذاته ، لا تحويه الأماكن وأنه أعظم منها ، وقد كان ولا مكان .... ) ، نقله عنه الحافظ الذهبي في كتاب العلو ص 264
قلت : و العلامة ابن موهب من أخص تلامذة الامام ابن أبي زيد و هو أعرف بأقواله من المتأخرين الذين حرّفوا كلام الامام ابن ابي زيد بكل صفاقة و الله المستعان

94 - الإمام العارف معمر بن أحمد بن زياد الأصبهاني ( ت418 هـ ) قال في وصيته لأصحابه : " وإن الله استوى على عرشه بلا كيف ولا تشبيه ولا تأويل والاستواء معقول والكيف فيه مجهول . وأنه عز وجل مستو على عرشه بائن من خلقه والخلق منه بائنون ; بلا حلول ولا ممازجة ولا اختلاط ولا ملاصقة ; لأنه الفرد البائن من الخلق الواحد الغني عن الخلق ) ( الفتوى الحموية لابن تيمية )

95 - الإمام الحافظ أبو القاسم اللالكائي ( ت418 هـ ) : قال رحمه الله في كتابه النفيس شرح أصول اعتقاد اهل السنة: (سياق ما روي في قوله تعالى ( الرحمن على العرش استوى ) وأن الله على عرشه في السماء وقال عز وجل ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) وقال : ( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض )وقال : ( وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة ) فدلت هذه الآيات أنه تعالى في السماء وعلمه بكل مكان من أرضه وسمائه . وروى ذلك من الصحابة : عن عمر ، وابن مسعود ، وابن عباس ، وأم سلمة ومن التابعين : ربيعة بن أبي عبد الرحمن ، وسليمان التيمي ، ومقاتل بن حيان وبه قال من الفقهاء : مالك بن أنس ، وسفيان الثوري ، وأحمد بن حنبل )( شرح أصول اعتقاد أهل السنة و الجماعة 3 \429-430 )

96 - السلطان العادل يمين الدولة محمود سبكتكين ( ت421 هـ ) , قال أبو علي بن البناء: حكى علي بن الحسين العكبري أنه سمع أبا مسعود أحمد بن محمد البجلي قال: دخل ابن فورك على السلطان محمود، فقال: لا يجوز أن يوصف الله بالفوقية لان لازم ذلك وصفه بالتحتية، فمن جاز أن يكون له فوق، جاز أن يكون له تحت.
فقال السلطان: ما أنا وصفته حتى يلزمني، بل هو وصف نفسه.
فبهت ابن فورك، فلما خرج من عنده مات , فيقال: انشقت مرارته.) ( سير أعلام النبلاء 17\487 )

97 - المفسر الأصولي يحيي بن عمار ( ت 422 هـ ) , قال رحمه الله : ( كل مسلم من أول العصر الى عصرنا هذا اذا دعا الله سبحانه رفع يديه الى السماء . و المسلمون من عهد النبي صلى الله عليه وسلم الى يومنا هذا يقولون في الصلاة ما أمرهم الله به في قوله : ( سبح اسم ربك الأعلى ) – الى ان قال :
و نقول : هو بذاته على العرش , و علمه محيط بكل شيء )
98- و قال ايضا : ( و لا نقول كما قالت الجهمية انه مداخل للأمكنة و ممازج لكل شيء و لا نعلم أين هو ؟ بل نقولُ هو بذاته على العرش و علمه محيط بكل شيء و علمه و سمعه و بصره و قدرته مدركة لكل شيء و ذلك معنى قوله : ( و هو معكم أين ما كنتم ) فهذا الذي قلناه هو ما قاله الله و قاله الرسول ( الحجة في بيان المحجة 2 \ 106 – 107 )

99 - الامام الحافظ أبوعمر الطلمنكي المالكي ( ت429 هـ ) , قال في كتابه الوصول الى معرفة الأصول : (أجمع المسلمون من أهل السنة على أن معنى قوله ( وهو معكم أينما كنتم ) ونحو ذلك من القرآن أنه علمه وأن الله تعالىفوق السموات بذاته مستو على عرشه كيف شاء ) ( العلو للذهبي و اجتماع الجيوش لابن القيم)

100 - و قال ايضا في نفس الكتاب : (أجمع المسلمون من أهل السنة على أن الله استوى على عرشه بذاته ) ( اجتماع الجيوش لابن القيم )

101 - وقال في هذا الكتاب أيضا : ( أجمع أهل السنة على أنه تعالى استوى على عرشه على الحقيقة لا على المجاز ) ثم ساق بسنده عن مالك قوله : ( الله في السماء وعلمه في كل مكان )

قال الامام الذهبي : (كان الطلمنكي من كبار الحفاظ وأئمة القراء بالأندلس )

102 - الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبدالله الأصبهاني الشافعي ( ت430 هـ ) مصنف حلية الأولياء, قال في كتاب الإعتقاد له : ( طريقتنا طريقة السلف المتبعين للكتاب والسنة وإجماع الأمة ومما اعتقدوه أن الله لم يزل كاملا بجميع صفاته القديمة لا يزول ولا يحول لم يزل عالما بعلم بصيرا ببصر سميعا بسمع متكلما بكلام ثم أحدث الأشياء من غير شيء وأن القرآن كلام الله وكذلك سائر كتبه المنزلة كلامه غير مخلوق وأن القرآن في جميع الجهات مقروءا ومتلوا ومحفوظا ومسموعا ومكتوبا وملفوظا كلام الله حقيقة لا حكاية ولا ترجمة وأنه بألفاظنا كلام الله غير مخلوق وأن الواقفة واللفظية من الجهمية وأن من قصد القرآن بوجه من الوجوه يريد به خلق كلام الله فهو عندهم من الجهمية وأن الجهمي عندهم كافر إلى أن قال وأن الأحاديث التي ثبتت في العرش وإستواء الله عليه يقولون بها ويثبتونها من غير تكييف ولا تمثيل وأن الله بائن من خلقه والخلق بائنون منه لا يحل فيهم ولا يمتزج بهم وهو مستو على عرشه في سمائه من دون أرضه )( العلو للذهبي ص 243 )

103 - وقال رحمه الله فى كتابه محجة الواثقين ومدرجة الوامقين تأليفه : ( وأجمعوا أن الله فوق سمواته عال على عرشه مستو عليه لا مستول عليه كما تقول الجهمية أنه بكل مكان خلافا لما نزل فى كتابه أأمنتم من فى السماء اليه يصعد الكلم الطيب الرحمن على العرش استوى (مجموع الفتاوى لابن تيمية 5/60 )