Thursday, June 17, 2010

أثر ابن عباس في تفسير الكرسي

http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=465709


القول الجلي في تخريج أثر ابن عباس في تفسير الكرسي


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهد الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .

أمّا بعدُ،،،
فهذا تحقيق لما روي عن ابن عباس في تفسير الكرسي ، دفعني إلي ذلك أن المبتدعة يستدلون ببعض هذه الروايات على بدعهم ، وأن أحد الأخوة وجدته صحح ما استدل به المبتدعة في تحقيقه ( ! ) لـ " البداية والنهاية " ، وهذا التحقيق مخطوط حتى الساعة – أسأل الله أن يظل هكذا إلى الأبد – ، ثم رأيت أن أضيف في الخاتمة أربعة شواهد للأثر .

أسأل الله – سبحانه وتعالى – أن يغفر لي ، وأن يجعل هذا العمل خالصاً لوجه الكريم ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

وبعد ،،،

فقد روي عن ابن عباس أنه قال : " كرسيه علمه " .
أخرجه ابن جرير الطبري في " تفسيره " ( 3 / 15 ) ، وابن أبي حاتم – كما في " تفسير ابن كثير " ( 1 / 457 ) – ، والطبراني في " كتاب السنة " – ومن طريقه ابن حجر في " تغليق التعليق " ( 4 / 185 ) – ، وعبد بن حميد – كما في " تغليق التعليق " ( 4 / 186 ) و " فتح الباري " ( 8 / 47 ) ، و " الدر المنثور " ( 2 / 17 ) – ، وابن منده في " الرد على الجهمية " ، وابن حجر في " تغليق التعليق " ( 4 / 185 – 186 ) .
من طرق عن مطرف ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، { وسع كرسيه } قال : كرسيه علمه .

قال ابن منده : " ولم يُتابع عليه جعفر ، وليس هو بالقوي في سعيد بن جبير " ، وأقره الذهبي في " الميزان " ( 2 / 148 ) ثم قال : " قد روى عمار الدهني ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : كرسيه موضع قدمه ، والعرش لا يقدر قدره " .
فكأنه يشير إلى أن هذه الرواية هي المحفوظة .

وقال ابن كثير في " تفسيره " ( 1 / 457 ) : " وعن ابن عباس وسعيد بن جبير أنهما قالا في قوله – تعالى – { وسع كرسيه السموات والأرض } ، أي : علمه ، والمحفوظ عن ابن عباس كما رواه الحاكم في مستدركه وقال : إنه على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، من طريق سفيان الثوري ، عن عمار الدهني ، عن مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، أنه قال : " الكرسي موضع القدمين ، والعرش لا يقدر قدره إلا الله – عز وجل – " .

وقال أبومنصور الأزهري في " تهذيب اللغة " ( 10 / 54 ) : " والذي روي عن ابن عباس في الكرسي أنه العلم ، فليس مما يثبته أهل المعرفة بالأخبار " .

قلت : هذا الإسناد ظاهره أنه حسن ، ولكنه منكر ؛ فإن رجاله ثقات سوى جعفر بن أبي المغيرة وثقه أحمد وابن حبان ( تهذيب التهذيب 1 / 388 ) ، ولكن سبق قول ابن منده : " ليس بالقوي في سعيد بن جبير " ، وهذا فيه زيادة علم ، فنضعفه في سعيد بن جبير ، هذا وقد خولف فيه كما سيأتي .

وخالف مطرف ، سفيان الثوري فرواه في " تفسيره " – كما في " فتح الباري " ( 1 / 47 ) – عن جعفر ، عن سعيد بن جبير موقوفاً .
وأخرجه عنه ابن حجر في " تغلق التعليق " ( 4 / 185 ) ، وعلّقه البخاري في " صحيحه " ( 1 / 46 – فتح ) .
والعهدة في هذا الاختلاف على جعفر بن أبي المغيرة نفسه .


وخالف جعفر بن أبي المغيرة ، مسلم البطين فرواه عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، في قوله – تعالى – : { وسع كرسيه السموات والأرض } ، قال : " الكرسي : موضع القدمين ، ولا يقدر أحد قدره " .
أخرجه الدارقطني في " الصفات " ( 36 ) ، و " النزول " ( ص 49 ) ، والخطيب في " تاريخ بغداد " ( 5 / 251 ) .
عن أحمد بن منصور الرمادي ، عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد ، عن سفيان ، عن عمار الدهني ، عن مسلم البطين ، به .
وهذا الإسناد صحيح ؛ مسلم البطين احتج به مسلم ، ووثقه أحمد وابن معين وأبوحاتم والنسائي وابن حبان ( تهذيب التهذيب 5 / 431 ) .
وعمار الدهني وثقه أحمد وابن معين وأبوحاتم والنسائي وابن حبان ( تهذيب التهذيب 4 / 255 ) .
وبقية رجاله ثقات .

وقد توبع أحمد بن منصور الرمادي ، فتابعه محمد بن معاذ ، عن أبي عاصم ، به .
أخرجه الحاكم في " المستدرك " ( 2 / 282 ) ، وقال : " صحيح على شرط الشيخين " ، ووافقه الذهبي .

وتابعهما محمد بن بشار ، عن أبي عاصم ، به .
أخرجه ابن خزيمة في " التوحيد " ( ص 107 ) .

وتابعهم الحسن بن علي ، عن أبي عاصم ، به .
أخرجه أبوجعفر بن أبي شيبة في " كتاب العرش " ( 61 ) .

وتابعهم أبومسلم الكجي ، عن أبي عاصم ، به .
أخرجه الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 5 / 251 ) ، والهروي في " الأربعين في دلائل التوحيد " ( 14 ) ، والطبراني في " كتاب السنة " ، ومن طريقه الضياء المقدسي في " الأحاديث المختارة " ( 10 / 311 / 332 ) .
أبومسلم الكجي وثقه الدارقطني ( سير أعلام النبلاء 13 / 424 ) ، وقال الذهبي ( 13 / 423 ) : " الشيخ الإمام الحافظ المعمر شيخ العصر " .

وقد اضطرب فيه أبومسلم فرواه مرة أخرى عن أبي عاصم ، عن سفيان ، عن عمار الدهني ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، به .
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 12 / 39 / 12404 ) ، ومن طريقه الضياء المقدسي في " الأحاديث المختارة " ( 10 / 310 / 331 ) .
وقال الهيثمي في " المجمع " ( 6 / 323 ) : " رواه الطبراني ، ورجاله رجال الصحيح " .
قلت : هذا الإسناد منقطع ؛ عمار الدهني لم يسمع من سعيد بن جبير كما قال أبوبكر بن عياش ( تهذيب التهذيب 4 / 255 ) .


وقد توبع عليه أبا عاصم نفسه فتابعه عليه من هذا الوجه ، عبدالرحمن بن مهدي ، عن سفيان ، عن عمار الدهني ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، به .
أخرجه عبدالله بن أحمد في " السنة " ( 2 / 454 / 1020 ) عن أبيه ، وأبوالشيخ في " العظمة " ( 2 / 584 / 28 ) عن محمد بن المثنى ، كلاهما عن ابن مهدي ، به .
وهذا الإسناد منقطع ، كما سبق .
وخالفهم أحمد بن حنبل ومحمد بن المثنى ، يعقوب بن إبراهيم فرواه عن ابن مهدي ، عن سفيان ، عن عمار الدهني ، عن مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، به .
أخرجه الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 5 / 251 ) .
ويعقوب بن إبراهيم هو ابن كثير مولى عبدالقيس ، احتج به الشيخان ، ووثقه النسائي وابن حبان ، وقال أبوحاتم : " صدوق " .


وتابع أبا عاصم عليه من الوجه الأول ، وكيع فرواه في " تفسيره " – كما في " تفسير ابن كثير " ( 1 / 457 ) – ، عن سفيان ، عن عمار الدهني ، عن مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، به .
وأخرجه عنه عبدالله بن أحمد في " السنة " ( 1 / 301 / 586 ) و ( 2 / 454 / 1021 ) ، و ابن خزيمة في " التوحيد " ( ص 108 ) ، وعثمان بن سعيد الدارمي في " نقض بشر المريسي " ( 1 / 400 و 412 و 423 ) ، والدارقطني في " الصفات " ( 37 ) ، والهروي في " الأربعين في دلائل التوحيد " ( 14 )، والخطيب في " تاريخ بغداد " ( 5 / 251 ) .
وهذا الإسناد صحيح .

وتابع سفيان ، قيس فرواه عن عمار الدهني ، عن مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، به .
أخرجه الفريابي – كما في " الدر المنثور " ( 2 / 17 ) – ، ومن طريقه أبوالشيخ في " العظمة " ( 2 / 582 ) .
وإسناده صحيح .

وخالف أبا عاصم الضحاك بن مخلد وعبدالرحمن بن مهدي ووكيع ، أبوأحمد الزبيري فرواه عن سفيان ، عن عمار الدهني ، عن مسلم البطين ، موقوفاً عليه من قوله .
أخرجه ابن جرير الطبري في " تفسيره " ( 3 / 16 ) .
وهذا الإسناد منكر ؛ أبوأحمد الزبير هو عبدالله بن الزبير ثقة ثبت إلا أنه قد يُخطئ في حديث الثوري كما في " التقريب " ( 2 / 95 ) ، وقد أخطأ في هذا الأثر .


وخالف أحمد بن منصور الرمادي ومحمد بن معاذ ومحمد بن بشار والحسن بن علي وأبومسلم الكجي ، شجاع بن مخلد فرواه في " تفسيره " – كما في " الرد على الجهمية " لابن منده ( ص 45 ) ، و " تاريخ بغداد " ( 5 / 251 ) ، و " تفسير ابن كثير " ( 1 / 457 ) ، و " البداية والنهاية " ( 1 / 13 ) – عن أبي عاصم ، عن سفيان ، عن عمار الدهني ، عن مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : سئل النبي – صلى الله عليه وسلم – عن قول الله – تعالى – { وسع كرسيه السموات والأرض } ، قال : " كرسيه : موضع قدمه ، والعرش لا يقدر قدره إلا الله – عز وجل – " .
وأخرجه عنه العقيلي في " الضعفاء " – كما في " تهذيب التهذيب " ( 2 / 482 ) ، و " تغليق التعليق " ( 4 / 186 ) ، و " فتح الباري " ( 8 / 47 ) – ، والطبراني في " كتاب السنة " – كما في " فتح الباري " ( 8 / 47 ) – ، وابن منده في " الرد على الجهمية " ( ص 44 ) ، وابن مردويه في " تفسيره " – كما في " تفسير ابن كثير " ( 1 / 457 ) – ، والخطيب في " تاريخ بغداد " ( 5 / 251 ) – ومن طريقه ابن الجوزي في " العلل المتناهية " ( 1 / 22 / 4 ) ، وأبوالحسن علي بن عمر الحربي في " فوائده " – كما في " فتح الباري " ( 8 / 47 ) – ، والضياء المقدسي في " الأحاديث المختارة " ( 10 / 311 – 310 / 333 ) ، وابن الجوزي في " العلل المتناهية " ( 1 / 22 / 4 ) .

قال ابن الجوزي : " هذا الحديث وهم شجاع بن مخلد في رفعه ، فقد رواه أبومسلم الكجي وأحمد بن منصور الرمادي كلاهما عن أبي عاصم فلم يرفعاه ، ورواه عبدالرحمن بن مهدي ووكيع كلاهما عن سفيان فلم يرفعاه بل وقفاه على ابن عباس ، وهو الصحيح .
وكان ابن عباس يفسر معنى الكرسي وأنه موضع قدمي الجالس ؛ ليخرجه عن قول من يقول : أن الكرسي بمعنى العلم " .

وقال العقيلي : " إن رفعه خطأ " .

وقال ابن كثير في " تفسيره " ( 1 / 457 ) : " وهو غلط " .
وقال في " البداية والنهاية " ( 1 / 13 ) : " والصواب أنه موقوف على ابن عباس " .

وقال ابن أبي العز في " شرح العقيدة الطحاوية " ( ص 369 ) : " وقد روي مرفوعاً ، والصواب أنه موقوف على ابن عباس " .
وقال ( ص 371 ) : " والظاهر أنه من جراب الكلام المذموم " .

قلت : شجاع بن مخلد وإن كان ثقة – فقد وثقه أحمد وابن معين وأبوزرعة وابن حبان ( تهذيب التهذيب 2 / 482 ) – إلا أنه قد خالفه من هو أوثق منه فرووه موقوفاً على ابن عباس كما سبق .


الخلاصة :
يتلخص مما سبق أن ما روي عن ابن عباس أن كرسيه علمه منكر ، والمحفوظ عنه أنه قال : " الكرسي : موضع القدمين " ، وعندي أن عمار الدهني كان يرويه على الوجهين متصلاً ومرسلاً ، هذا إن لم نرجح المتصل .
وقد رجح ابن جرير الطبري في " تفسيره " ( 1 / 17 ) تفسيره بالعلم ، وإنا لله وإنا إليه راجعون ، وسيكون لنا بحث في الرد عليه وبيان أن معنى الكرسي هو موضع القدمين .

وأقول : إن مثل هذا لا يُقال من قِبل الرأي ، وابن عباس لم يكن من المكثرين من الأخذ عن أهل الكتاب ، ولكن عندي أن هذا الأثر ليس حكم الرفع ؛ لأن ذلك المعنى معروف في لغة العرب ، وراجع " لسان العرب " ( 6 / 194 ) .

وله شاهد عن أبي موسى الأشعري قال : " الكرسي موضع القدمين ، وله أطيط كأطيط الرحل " .
أخرجه ابن جرير الطبري في " تفسيره " ( 3 / 15 ) ، وعبدالله بن أحمد في " السنة " ( 1 / 302 – 303 / 588 ) ، وأبوجعفر بن أبي شيبة في " كتاب العرش " ( 60 ) ، وأبوالشيخ في " العظمة " ( 3 / 627 / 56 ) ، والبيهقي في " الأسماء والصفات " ( ص 509 – 510 ) .
من طريق عبدالصمد بن عبدالوارث ، قال : ثني أبي ، قال : ثني محمد بن جحادة ، عن سلمة بن كهيل ، عن عمارة بن عمير ، عن أبي موسى ، قال : " الكرسي : موضع القدمين ، وله أطيط كأطيط الرحل " .

قال الألباني في " مختصر العلو " ( ص 124 ) : " إسناده موقوف صحيح " .

قلت : بل ضعيف ؛ فإن رجاله ثقات رجال الشيخين ، ولكن عمارة بن عمير لا يُعرف له رواية عن أبي موسى ، وإنما يروي عن ابنه إبراهيم .

وأما قول الكوثري في " التعليق على الأسماء والصفات " ( ص 510 ) : " ذكره البخاري في الضعفاء " .
فقد تعقبه الألباني يقوله : " كذا قال ، هو خطأ محض ، ولست أدري إذا وقع ذلك منه سهواً أم عمداً ، فالرجل قد بلونا منه المغالطة التي تشبه الكذب نفسه ، كما بين ذلك العلامة اليماني في رده العظيم عليه المسمى : " التنكيل بما جاء في تأنيب الكوثري من الأباطيل " ، أقول هذا لأن عمارة بن عمير تابعي ثقة اتفاقاً ، وقد أخرج له الشيخان في " صحيحيهما " ، وقال الحافظ : " ثقة ثبت " ، ومثله لا يمكن أن يخفى على مثل الكوثري ، وليس هو في " ضعفاء البخاري " كما زعم ، وإنما فيه عمارة بم جوين وهذا متروك ! فغفرانك اللهم " . ا هـ .

وعبدالصمد بن عبدالوارث صدوق صالح الحديث كما قال أبوأحمد الحاكم ( تهذيب التهذيب 3 / 455 ) .

ولكن الأثر ثابت عن أبي موسى فقد عزاه ابن حجر في " الفتح " ( 1 / 47 ) ، والسيوطي في " الدر المنثور " ( 2 / 17 ) ، إلى ابن المنذر ، وقال ابن حجر : " إسناده صحيح " .

وله شاهدين مرفوعين ، عن أبي هريرة وأبي ذر .

فأما حديث أبي هريرة فد رواه ابن مردويه في " تفسيره " – كما في " تفسير ابن كثير " ( 1 / 457 ) – من طريق الحكم بن ظهير الفزاري الكوفي ، عن السدي ، عن أبي ، عن أبي هريرة ، مرفوعاً .

قال ابن كثير : " لا يصح " .

قلت : هذا الإسناد منكر جداً ؛ الحكم بن ظهير قال البخاري : " متروك الحديث ، تركوه " ، وقال أبوحاتم : " متروك الحديث ، لا يكتب حديثه " ، وقال أبوزرعة : " واهي الحديث ، متروك الحديث " ، وقال ابن معين : " ليس بثقة " ( تهذيب التهذيب 1 / 575 ) .

وقد خالفه أسباط بن نصر فرواه عن السدي موقوفاً .
أخرجه ابن جرير الطبري في " تفسيره " ( 1 / 14 ) .
وهذا أصح ، ولكنه ضعيف أيضاً ؛ فإن أسباط صدوق كثير الخطأ كما في " التقريب " ( 1 / 76 ) .

وقد خالفهما إسرائيل فرواه عن السدي ، عن أبي مالك في قوله – عز وجل – : { وسع كرسيه السموات والأرض } ، قال : " إن الصخرة التي تحت الأرض السابعة ومنتهى الخلق على أرجائها أربعة من الملائكة ، لكل مالك منهم أربعة وجوه وجه إنسان ، ووجه أسد ، ووجه نسر ، ووجه ثور ، فهم قيام عليها ، قد أحاطوا ، وضوء والسموات ورؤوسهم تحت الكرسي ، والكرسي تحت العرش " ، قال : " وهو واضع رجليه – تبارك وتعالى – على الكرسي " .
أخرجه عبدالله بن أحمد في " السنة " ( 1 / 303 / 589 ) حدثني أبي ، نا رجل ، ثنا إسرائيل ، به .
وإسناده ضعيف ؛ لجهالة شيخ أحمد فيه .

وأما حديث أبي ذر فرواه أبوالشيخ في " العظمة " ( 2 / 587 / 31 ) من طريق أصبغ بن الفرج ، قال : سمعت عبدالرحمن بن زيد بن أسلم ، يقول عن أبيه : إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : " ما السموات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس " ، قال ابن زيد : فقال أبوذر – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – : " ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهري فلاة من الأرض ، والكرسي موضع القدمين " .

وهذا الإسناد رجاله ثقات سوى عبدالرحمن بن زيد بن أسلم قال ابن معين : " ليس حديثه بشيء " ، وقال أبوحاتم : " ليس بقوي في الحديث ، كان في نفسه صالحاً ، وفي الحديث واهياً " ، وقال أبوزرعة : " ضعيف " ، وقال ابن الجوزي : " أجمعوا على ضعفه " ( تهذيب التهذيب 3 / 363 – 364 ) .

وأخرجه ابن جرير الطبري في " تفسيره " ( 1 / 16 ) من طريق ابن وهب ، عن ابن زيد ، به ، ولكنه لم يذكر : " والكرسي موضع القدمين " .

وحديث أبي ذر بدون هذه اللفظة له طرق لا تزيده إلا وهناً ، خلافاً لمن صححه من الأفاضل ، بيناها في موضع آخر .


وللفائدة :
فعن العباس بن محمد الدوري ، قال : سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام ، وذكر الباب الذي يروى فيه : حديث الرؤية والكرسي موضع القدمين ..... فقال : " هذه أحاديث صحاح ، حملها أصحاب الحديث والفقهاء بعضهم عن بعض ، وهى عندنا حق لا شك فيها ، ولكن إذا قيل كيف وضع قدمه وكيف ضحك ؟ قلنا : " لا يُفسر هذا ، ولا سمعنا أحداً يفسره " .
أخرجه ابن منده في " التوحيد " ( 3 / 116 / 522 ) ، الدارقطني في " الصفات " ( 57 ) ، والخلال في " السنة " ( 311 ) ، والآجري في " التصديق بالنظر " ( 11 ) أو " الشريعة " ( 2 / 10 / 622 ) ، وأبوعبدالله الدقاق في " مجلس إملاء في رؤية الله " ( 7 ) ، واللالكائي في " شرح أصول اعتقاد أهل السنة " ( 3 / 526 / 928 ) .

وقال أبونعيم في " محجة الواثقين " – كما في " مجموعة الفتاوى " ( 5 / 60 ) – : " وليس كرسيه علمه كما قالت الجهمية " .

والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه وسلم .

وكتب
أبوالمنهال محمد بن عبده آل محمد الأبيضي
ليلة الاثنين 28 / رجب / 1425
مصر - الإسكندرية

No comments:

Post a Comment